الدولة أعزها الله ترصد المليارات من الريالات في ميزانيتها كل عام لقطاع التعليم، لأنها تعرف أن رقي الشعوب وتقدمها لا يمكن أن يتم ويحصل دون تعليم أبنائها. لذا حرصت المملكة على تفعيل هذه الميزانية عن طريق وزارة التربية والتعليم، وتُنفذ هذه السياسة بتوجيه من الوزارة للإدارات العامة في المدن ومديري التعليم في المحافظات المنتشرة في جميع مناطق المملكة من أجل إيصال المعلومة بكل يسر وسهولة لعقول وأدمغة أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات، فوظيفة المعلمين والمعلمات والمدرسين والمدرسات لقطاع التعليم العام في جميع التخصصات بحيث أصبحت السعودة في هذا القطاع 100% إضافة إلى أن إنشاء المباني الحكومية أو استئجارها لتغطية هذا القطاع من الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة والثانوية بنين وبنات وقطاع التعليم يأخذ النصيب الأكبر في هرم الميزانية من أجل تعليم الأجيال بنين وبنات من أجل القضاء على الأمية والجهل وتخريج جيل من الشباب والشابات الذين يشكلون 65% من التركيبة السكانية للمملكة في مساحتها الديمغرافية من أجل المساهمة في تطوير وإنجاح أنفسهم أولاً ثم مجتمعهم عن طريق هذا التعليم، بعدها يكون لهم اليد الطولا في المساهمة في تنمية هذا الوطن المعطاء عن طريق خطط التنمية في جميع مناحي الحياة الدينية والتعليمية والصحية والأمنية والثقافية والاجتماعية والخدمات الأخرى المساندة من مياه وكهرباء ووسائل اتصالات لأن التنمية تتجه منه وإليه.
وكما هو معلوم إن وزارة التربية والتعليم تمنح المعلمين والمعلمات والإداريين والإداريات إجازة سنوية قد تمتد إلى ثلاثة أشهر ومن خلال هذه الإجازة، تقفل أبواب وبوابات المدارس حتى الحراس تشملهم هذه الإجازة وتصبح المباني سواء كانت حكومية في مبانيها أو مستأجرة معرضة للأتربة والغبار والأوساخ وتعطل بعض أجهزة التكييف وأجهزة التبريد والمصابيح الكهربائية، وهذا ما حصل وأنا هنا أكتب عن معاناة ميدانية نقلتها إلي ابنتي التي تعمل بوظيفة إدارية في إحدى مدارس البنات بشرق مدينة الرياض حيث تم تكليف مديرة المدرسة وابنتي هذه بتاريخ 18/11/1437هـ بالدوام في هذه المدرسة وعند الدخول مع باب المدرسة استقبلتهم (الأتربة والأوساخ والروائح الكريهة) حيث لم يكن هناك صيانة ونظافة مسبقة بحجة أنه لم يتم تعميد المؤسسة التي تسند لها مثل هذه الأمور، مما اضطر المديرة إلى استدعاء إحدى المستخدمات من الموظفات تطوعاً لتنظيف مكتب المديرة والإدارية من الأتربة والغبار حتى من قام بإيصال المناهج والكتب المدرسية بواسطة عمالة أجنبية رفضت هذه العمالة إدخال الكتب إلى ساحة المدرسة حتى قامت مديرة المدرسة بإعطائهم أجرة لإدخالها، كذلك حارس المدرسة المجاز لم يكن موجوداً للتعامل مع هذه العمالة فكيف تتم عملية الدخول والخروج بدون ضبط وربط؟. أين المسئولون والمشرفون عما وصلت إليه الحالة في هذه المدرسة؟ وقد يكون هذا حال المدارس الأخرى بنين وبنات والفرصة أمامهم بعدة أشهر سابقة، وهذا ما نسمع ونقرأ عن هذا الإهمال في الصيانة والنظافة كل عام، والله من وراء القصد.