فهد بن جليد
اليوم الأحد الثاني من أكتوبر يصادف (يوم البيض العالمي)، هذه من بركات معرفة خفايا وأسرار (الأشهر الأفرنجية) قبل سعودتها، ولا أعرف ما هو موقف من كانوا يرفضون ويُشنِّعون على غيرهم - سابقاً - التعامل بالتاريخ الميلادي، على اعتبار أنه انسلاخ من هويتنا الإسلامية والعربية، بعدما باتت عقارب (نزول الراتب) تضبط بالميلادي؟ لعلها دعوة لاستخدام عقولنا بالشكل الصحيح، وعدم تأجيرها لآراء وقناعات غيرنا؟!
في هذا التاريخ يتذكر العالم أهمية البيض والدجاجة، التي تلعب دوراً مهماً في التغذية الصحية للفقراء والأيتام، وسد الجوع خصوصاً في عمليات الإغاثة في أفريقيا، وقد بدأ الاحتفال به عام 1996م، وقبل نحوعامين كان الشعار السائد هو (اكسر بيضة لكسر الجوع في العالم)، مطاعم الأثرياء في العالم جعلت من هذا اليوم فرصة للتنافس في تقديم ألذ وأشهى الأطباق بالبيض لدخول موسوعة (غينيس)؟!
البيض حل محل الخبز أو الدقيق كمؤشر لمدى قدرة الشعوب على الإنفاق، ومستوى المعيشة فيها، كتبت يوماً ما مع ارتفاع أسعار (طبق البيض) في أسواقنا، أن من النادر رؤية (سعودي) يعد حبات البيض، ويتفقدها أمام صاحب البقالة، خشية أن تكون إحداها (مكسورة أو مبشورة) أو قابلة للتفقيس - لا سمح الله- لأن المواطن لا مجال لديه لتربية (صوص الدجاج) والصرف عليه حتى يكبر وينتج بيضاً، وهو المشغول (بتربية صغاره) بشق الأنفس، في زمن عز فيه شراء طبق كامل من البيض، وأصبح من ذكريات (الطيبين)، إلا أن هذا حدث مع ارتفاع سعر البيض، الذي أجبرنا على ذلك؟!.
والخوف أن يأتي اليوم الذي نتفقد فيه (حبات الأرز) بذات الطريقة، والسبب دائماً ضعف رقابة وزارة التجارة على الأسعار وضبطها، وتركها الحبل لمن يملك (دجاج أكثر) ليسيطر على السوق، رغم أن ثقافتنا كانت تشوه صورة الدجاجة في عقل الصغار بطريقة (لا تصير دجاجة، وخلك ذيب)؟!
الذيب مات من الجوع، بينما الدجاجة سعرها في ارتفاع، ولبيضها يوم عالمي، مع ذلك ثقافتنا ونظرتنا نحو الدجاجة ثابتة ولم تتغير؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.