عيْنانِ من سِحْرها الأشعارُ تنهمرُ
وحيٌ من العشقِ قد أوْدى به الحَوَرُ
كأنّني حِين أتْلو فيْه قافيتي
أشْدو جمالاً يجلِّى حُسْنَه القمرُ
ماذا أحدِّث؟ عن بحرٍ؟ وعن شممٍ؟
وكلُّ قافيةٍ في الوصف تبتدرُ
أشدو به فإذا ما قلتُ أعشقُهُ
تحدَّث الخصب عما قاله المطرُ
شيءٌ من الطُّهر قد ألْقى عَباءَته
فلم يزل من أعالي الفكرِ ينهمرُ
كفٌّ على شعبه مدَّت كرامَتَها
فمن نداها بلادي اليوم تزدهرُ
وتلك كفٌّ على الأعداءِ سَطْوتها
فلم تزل من لَهيب البأس تستعرُ
أنا السعوديُّ هذا الحسنُ يأسِرني
أشدو به بينَ أقرانِي وأفتخرُ
إذا ذكرتُ بلادي رفرفتْ لُغتي
وفي البيانِ جمالُ الوصفِ منتشرُ
ماذا أقولُ؟ هنا يا موطِني شَممٌ
هنا الشموخُ هنا تاريخُنا النَضِرُ
تُخُطِّفَ النَّاسُ من حولِي وأنتَ لنا
حِصنٌ من الله لا يأتِي لهُ الخطرُ
يا أيُّها البحرُ يا رمزَ الشُّمُوخِ ويا
أرضَ الرِّسالةِ إنِّي جئتُ أعتذرُ
الشِّعْر يَقْصرُ عن وصفِ الهوى وبه
مما تلوتُ جنونُ الشِّعر يعتصرُ
إذا ذكرتُك جاءتْ كلُّ قافيةٍ
وإنْ رَسمْتُك ماذا تُظْهِرُ الصورُ
يا موطِني كلُّ حرفٍ قد تلاك هوىً
ومِنْ رياضِك هذا العزفُ يشتهرُ
أنا السعوديُّ فخرٌ كيفَ أرسمه؟!
يكفي هنا أنّني قد جئتُ أفتخرُ
د. خضران عبدالله السهيمي - عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد