ناصر الصِرامي
اشتريت هاتفًا، وعملت تحديثًا عبر أي كلاود.. واستخدمت كل المعلومات من دون شريحة الهاتف - أي هاتف - وبإمكاني بكل سلاسة نقل المعلومات وموصلات الاتصالات عبر شبكة الواى فاى، ..!، حتى بعد تركك للعمل قد يقرر مديرك الأحمق إيقاف بريدك الإلكتروني.. لكنه لا يدرك أن في السحاب نسخة.. بل نسخ...!
ماذا يعنى هذا السلوك البسيط، والتحول التكنولوجي المختلف والسهل؟!
يعنى تناقص أرباح شركات الاتصالات، مع تراجع الحصة الأهم في عائداتها..!، استطيع أتحدث وأرسل عبر أكثر من جهاز في ذات الوقت، ومرورًا عبر أكثر من خادم، واستعادة كل البريد الإلكتروني، وكل والرسائل النصية والصور والأصوات والفيديوهات والأرقام والمفضلة...الخ.
صحيح أن شركات الاتصالات تملك خطوط الإنترنت، لكن هذا أقل حظوظها من العائدات التي تتقلص باستمرار..!
الكلاود، والإنترنت السحابية هي الآن في شكل اكتمال تطورها. والأنظمة الحاسوبية المتوافرة تحت الطلب عبر الإنترنت، تستطيع توفير عدد من الخدمات المتكاملة دون التقيد بالموارد المحلية (المحيط الجغرافي المحلي)، وتشمل تلك الموارد مساحة لتخزين البيانات والنسخ الاحتياطية والمزامنة الذاتية، كما تشمل قدرات معالجة برمجية وجدولة للمهام ودفع البريد الإلكتروني والطباعة عن بعد، ويستطيع المستخدم عند اتصاله التحكم في هذه الموارد عن طريق واجهة برمجية بسيطة..!
اليوم أصبح تخزين البيانات على خوادم متعددة، من قبل طرف ثالث -شركات الاستضافة-، وهي ليست شركات اتصالات بالمناسبة، هي أسماء معروفة مثل (أمازون، قوقل، مايكروسوفت، الخ)، التي تمتلك بيانات متقدمة، أنفقت مئات الملايين لبناء مراكز بيانات لم تحقق أغراضها، إلا في الإطار المحلي... وربما الرسمي، إلا أنها - أي شركات الاتصالات، فشلت في تأجير مساحات خزن سحابية لعملائها بما يتواءم مع الاحتياجات!
لقد فاتتها الفرصة، وأصبح الاتصال السحابي أقرب، بل أصبح المستقبل!
وإن كانت شركات الاتصالات في منطقتنا تحقق أرباحًا جيدة لخزينة الدولة، حيث تمتلك الحكومات في منطقتنا، الحصة الأكبر من ملكية هذه الشركات بشكل مباشر وغير مباشر..!
هذا هو أحد الأسباب التي نجد فيها لماذ تهاجم دول - هيئات -: شركات تطبيقات تخترق حصانتها الأمنية أو تسحب من عائداتها على الخدمات التي تقدمها؟
لا تفعل الشركات والهيئات الحكومية ذلك - أي الحجب - للتطبيقات المختلفة لأسباب أمنية أو اجتماعية دائمًا- بل سبب رئيس للحجب يتمثل في تأثير هذه التطبيقات على امتصاص جزء كبير ومتوقع من عائدات هذه الشركات، وأعني هنا بالتحديد العائدات التقليدية!
وهو ما يعكس فشل هذه الشركات ذات القوة المالية الفائضة حينها، في تحقيق اختراق ملموس لخارج نطاقها التقليدي، فقد اختبارات أن تُمارس دورًا محوريًا في مواجهة التقنيات التي تؤثر على حصانتها أو حصادها!
نهاية شركات الاتصالات.. قد تبدو الحكاية للبعض شبه مستحيلة في ظل قوة تلك الشركات وحجم ما حققته، لا ما تحققه الآن، لكن وهنا أيضًا، تبدو مقارنة النتائج بالسنوات العشر أو الخمس الماضية لتؤكد حجم استثماراتها التقليدية في الاستحواذ على شركات بذات النشاط في أسواق أخرى بلا دراسات مستقبلية، ولنفس الأسلوب نطاق النشاط التقليدي، ولنفس نتائج الخسائر المتراكمة لصفقات مكررة وفاشلة.
المطلع على القطاع يدرك حجم خسائره المالية الرهيبة والاستنزاف الكبير لاستثمارات لم تكن مهمة أو ضروربة، أمام استثمارات كان ممكنًا أن تغطي جوانب أحدث في التقنية والمحتوى...!
وهو ما كان متاحًا بسهولة أمام تلك الشركات في وقت سابق لضمان بطاقة البقاء في المستقبل، وذلك قبل أن تفتتها التطبيقات والبرمجيات والنت السحابية.. هذا فيما نستعد لعصر النت الفضائي عبر الأقمار الصناعية المتجاوز لكل الحجب والأعذار.. وحتى التوقعات..وللحديث بقية... كل عام وأنتم بخير..!