د. عبد الله المعيلي
قبلة تقدير واحترام وإعجاب، على جبين كل رجل من رجال الأمن والجيش، بقطاعاتهما المختلفة، ودعاء مخلص من كل مواطن أن يحفظ الله هؤلاء الفضلاء من كل شر ومكروه، إنهم العيون الساهرة على أمن الوطن والمواطن، ننام ملء جفوننا ورجال الأمن والجيش عيون ساهرة تعمل جاهدة مخلصة في حفظ الأمن والحدود، ومتابعة أوكار الفساد والضلال، كم عملية إجرامية أفسدوها وقضوا عليها في مهدها، فجففوا منابع الإرهاب والإجرام بأشكالها المختلفة.
فلله در هؤلاء الأبطال الأشاوس الكرام الذين يحمون ثغور المملكة وحدودها الجنوبية من زمرة الحوثي المدعوم بحاضنة الإرهاب إيران الصفوية المجوسية، وعفاش الذي جسد الغدر والخيانة ونكران الجميل، بأسوأ صورها، فصار كالكلب العقور يعض اليد التي رعته وداوته ودعمته بمنتهى الكرم، لكنه اللؤم والوقاحة التي لم يذكر التأريخ لها مثيلاً، حفظهم الله وسدد رميهم وثبتهم وجزاهم الله خير الجزاء على ما قدموه من صور جلى من الوفاء والصمود وكفاءة الأداء بحرفية وإتقان.
فقد أثبت رجال الأمن والجيش البواسل في ممارسة أدوارهم كافة، كفاءة متناهية، ومهارة فائقة، وقدرة متمكنة، وتعامل حسن، وسمو أخلاق، وبذل وعطاء وتضحية تمثلت في تلك الجهود المباركة التي تجسَّدت بكل وضوح في موسم الحج هذا العام 1437هـ، وعلى الحدود الجنوبية، فقد نالت الجهود الإعجاب كله، ولهجت الألسن لهؤلاء الفضلاء بالتوفق والسداد، ورفعت الأيدي لهم بالدعاء بأن يحفظ الله دماءهم ويجزيهم خير الجزاء، فقد جسدوا شيم ولاة الأمر، وأخلاق أبناء المملكة الكرام، فكل حاج عاد إلى بلده وهو يحمل انطباعات في غاية السرور، والمواطن بات آمنًا مطمئنًا على نفسه وأهله وقبل ذلك على وطنه الغالي.
والحال نفسها، حيث بدت الروح السامية في رجال الجيش الذين يحمون حدود المملكة في الجنوب، صور مشرقة من الفداء، وكفاءة الأداء، وعزيمة لا تكل، تجسَّدت في دقة التصويب، ودحر الأعداء، تدفعهم حماسة متقدة، يغذيها إيمانهم بالله، وحبهم لولاة أمرهم، وحفظ وطنهم، وسلامة أهلهم وذويهم، إنهم يذكروننا بتلك الصور المشرقة من الجهاد في سبيل الله، التي خلدها التاريخ وما زالت ذكراها تتجدد في الوجدان، أحد وحنين واليرموك والقادسية، معارك مضيئة في تاريخ الإسلام، سطرها التاريخ بمداد من ذهب، وسطر معها سير أولئك الأبطال الذين قادوا تلك المعارك وحققوا فيها انتصارات ما زالت مضرب المثل تدرس في كتب التاريخ تتوارثها الأجيال تتعلم منها قيمًا وفضائل، ليستنيروا بها منارات هدى وتقوى وفداء.
وعندما يتأمل المسلم تلك السير العطرة، وما يقوم به هؤلاء السفهاء الجهال، البغاة المعتدون الخارجون المارقون من الإسلام، حمير الصفوية المجوسية والصهيونية اليهودية والنصرانية، الذين تربوا بيننا في بيئات مسلمة مؤمنة ملتزمة بكتاب الله وسنة رسوله، فغدو خناجر سم وغدر، تقتل الأهل، وتعتدي على المصلين في مساجدهم قتلاً وتدميرًا، بل بلغ بهم الغدر والفجر أن استهدفوا ثالث الحرمين الشريفين مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الشهر الحرام والمسلمون صيام في رمضان، يتعبدون الله طاعة وشكرًا، هؤلاء الخراف وتحت راية مجوسية زاغت عقولهم، واتبعوا الباطل وخرجوا من ملة الإسلام إلى كفر ينتهي بهم إلى نار جهنم.
فيا أيها الشاب المسلم في هذه البلد خاصة اتق الله في نفسك، وفي دينك، وفي أهلك ووطنك، عد إلى أصولك الطاهرة، وأعلن توبتك الصادقة تنجو بها من سوء العاقبة والمصير.