رقية سليمان الهويريني
يبدو أن المواطن حالياً بحاجة للطبطبة والتربيت على الكتف أكثر من مواجهته وتصحيح أفكاره المغلوطة حول بعض المفاهيم المعتادة! إلا أنه لا بد من مواجهته بالحقائق من خلال مناقشة بعض البدلات التي كانت تُصرف لبعض الموظفين في الدولة بغير وجه حق؛ مما يعني أنها أحد أوجه الفساد التي ما فتئ المصلحون يطالبون بمحاربتها!
** تفاجأت ببدل اسمه (بدل مظهر)! للدبلوماسيين، وهو وإن كانت الحكومة تصرفه لموظفي السفارات والقنصليات في وقت سابق بهدف تحسين مظهرهم الخارجي؛ فإنه من غير المناسب إطلاقاً الآن، فالاهتمام بالمظهر أمر أساسي لا يحتاج لحث أو تشجيع! ويأتي إلغاؤه مسايرة للتوجه الحضاري الذي تنتهجه الحكومة.
** كما أن بدل (نسخ آلة) يبدو مضحكاً للغاية، لأنه أُقِرَّ في وقت لم يكن أحد يجيد الطباعة على الآلة الكاتبة وكان الكثير يناضل للحصول على دورة تدريبية لإجادتها، ولعل الندرة كانت دافعاً لصرف البدل.
وهناك بدلات أخرى يتسلّمها بعض الموظفين المدنيين والعسكريين على وجه التحديد وهم لا يقومون بمهامها، لذا كان من المفروض إلغاؤها.
** ومن ضمن البدلات بدل (الأعمال الجليلة) ولست أدرك ماهيتها! ولكن الأعمال الجليلة ينبغي أن تكون ضمن مفهوم التطوّع الذي يقوم به المرء دون إغراء!
** وهناك تخصصات كانت شحيحة يصرف لها بدل ندرة مثل الصيادلة الذين يدفع لهم 15 % من الراتب رغم أن عدداً هائلاً من الخريجين لا يكاد يجد وظيفة الآن! وهناك بدلات أخرى تصل لثلث الراتب مثل بدل (تأهيل) الذي يُصرف للعاملين في التنمية الاجتماعية رغم أنهم يؤدون أعمالاً إدارية ليست لها علاقة بالتأهيل مطلقاً!
وفي الوقت الذي تطرق الدولة أبواب المدنية وتنشد التحضُّر؛ فإنه من الحكمة وقف بعض البدلات المغرية التي أدخلت بعض الموظفين البسطاء بدائرة من الثراء الوهمي فتجدهم يصرفون بإسراف دون تفكير، ويقترضون لأهداف استهلاكية، ويتفاجؤون حين تقاعدهم باحتساب أساس رواتبهم فقط، مما يجعلهم يدخلون ضمن الفقراء فيتذمرون ويطلبون العون والمدد.
ومن المجدي بعد صدور القرارات الملكية؛ أن يتبعها قرارات أسرية صارمة لترشيد الإنفاق وضبط الاستهلاك ووقف أشكال الهياط والإسراف الذي تحول لعلامة سعودية للأسف!