الوطنية ليست مجرد شعارٍ يُتشدَّق به أحيانًا ويُهمل في أحيانٍ أخرى، وإنما هي إحساسٌ بالمسؤوليةِ تِجاهَ جميع ما يعنيه لك الوطن من معنى، الوطنية ممارسة وأخلاق، فخر واعتزاز. أن تكون وطنيًّا يجب عليك أن تصون وطنك في أي ثغر أنت فيه داخليًّا أو خارجيًّا، وتحميه في مكوناته البشرية والبنيوية، فكل شبرٍ على أرض الوطن بما يحتويه يستحق منك الذود عنه بالمال والنفس، الوطنية ليست مجرد احتفال بيوم الوطن ورفع لشعاره في يوم واحد، الوطنية أن تعيش محافظًا على وطنك في كل يوم تحياه على ترابه، بنفس الروح والاعتزاز والفرح الذي تحس به في احتفال اليوم الوطني، الوطنية أن تحترم قوانين المرور، وتتعامل بأدب ورقي مع مستخدمي الطريق، ولا تكون سببًا في إتلاف الأرواح والممتلكات، الوطنية أن تحافظ على نظافة وطنك وتحرص على أن يظهر دائمًا في أبهى صورة، الوطنية أن تحترم البشر، وأن تكون جزءًا منهم، منسجمًا ومتكاملاً معهم، وتعطي كل ذي حقٍ حقه، الوطنية اجتهاد في طلب العلم، ثم مساهمة في بناء الإنسان وصناعة الحضارة، الوطنية ألا تكون سلبيًّا مثبطًا لغيرك؛ بل إيجابيًّا محفزًا لكل ما فيه مصلحة وطنك، الوطنية أن تؤمن بمستقبل بلادك ونظرتها المستقبلية وأن تكون عنصرًا فاعلاً في منظومة التحول الوطني مشاركًا في رؤية المملكة 2030 وحريصاً على النهوض باقتصاد الوطن، الوطنية أن تحرص -كممارس صحي- على إيصال الرعاية الصحية المتكاملة إلى كافة من يستحقها من مواطنين أومقيمين على تراب وطنك الطاهر وفق أفضل معايير الجودة والمهنية، الوطنية أن تخلص النية في الدفاع عن وطنك في مختلف المجالات، وإظهاره بصورة عادلة أمام العالم الخارجي، الوطنية لا تقاس بمالٍ ولا شعار، الوطنية حب ينبثق من شعورك بالمسؤولية تجاه كل شبر من تراب المملكة العربية السعودية الطاهر، حفظ الله قادتنا وبلادنا من كل شر، وأدام عزها إلى أن يرث الأرض ومن عليها.
د. فيصل سعد الماجد - المشرف على العلاقات الجامعية بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية