مندل عبدالله القباع
كنا نقرأ ونسمع أن هناك فرقاً لكرة القدم غير مسجلة رسمياً يلعب فيها بعض المقيمين وخاصة من شرق آسيا وأفريقيا، بالإضافة إلى اللاعبين المحليين وخاصة في مكة المكرمة ومدينة جدة، وهذا له أكثر من (60) سنة والمؤرِّخون الرياضيون يعرفون ذلك، واستمر الحال على هذا الحال حتى دخلت الرياضة السعودية تحت المظلة الرسمية ابتداءً من (وزارة الداخلية - ثم وزارة المعارف - ثم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية آنذاك)، إلى أن استقرت باسم الرئاسة العامة لرعاية الشباب (الهيئة العامة للرياضة حالياً).
فكثرت الأندية المسجلة وكبرت في محتواها الرياضي وسجل أكثر من (170) (نادياً رياضياً اجتماعياً ثقافياً) تشرف عليها هذه الهيئة، وأصبح هناك دوريات بين هذه الفرق بعضها البعض وبين المناطق - الوسطى - الشرقية - الغربية، فيفوز هذا بإحدى المسابقات ويحصل على كأس هذه المسابقة سواء على مستوى الفرق أو مستوى المناطق.
وكان الوضع في ذلك الزمان على قلة الإمكانات المادية والبشرية يسير وفق ما خطط له، ودخلنا المسابقات وخاصة مسابقات دورة الخليج للدول العربية الخليجية وغيرها، وقد تعلينا المناصب ورفعنا الكؤوس والتي بدورها رفعت هذه الكؤوس اسم المملكة عالياً، ليس على مستوى كرة القدم، إنما على مستوى مختلف الألعاب الرياضية بما في ذلك الألعاب الأولمبية وكان لاعبونا ومدربونا 100 % وطنيين، وهذا ينطبق على فرقنا في ذلك الوقت التي لا تتعدى (15) فريقاً لا نعرف اللاعب الأجنبي أو المدرب الأجنبي إلا النزر اليسير، ولم يكن هناك اتحاد سعودي لكرة القدم، كما هو الحال الآن يشرف عليه الاتحاد الآسيوي وعلى لجانه وكل حركاته وأنظمته وقوانينه الذي هو وهذه اللجان يغرد خارج السرب، وخاصة لجنة الحكام ولجنة الانضباط، في أخطائهم المتكررة الفنية من تحكيم وسوء هذا التحكيم في أغلب المباريات، أو لجنة الانضباط في تغريم هذا الفريق لتأخره دقيقة أو نصف دقيقة للنزول إلى الملعب (خير يا طير) الانضباط مطلوب وهو مطلب أساسي، لكن ليس إلى هذه الدرجة، أو تغريم ذاك النادي بسبب سوء سلوك جمهوره، والاتحاد السعودي (اتحاد الاجتماعات) يغرد فوق سحاب هذه اللجان دون مناقشة أو تساؤل، كما يقول المثل الشعبي (خل الدرعا ترعى).
المهم أننا، وهذا هو لب هذا الموضوع، أننا نعيش ولله الحمد في شبه قارة، ونملك كما ذكرنا في أول هذا المقال وصل بنا الحال نعجز عن تكوين وتشكيل وتأسيس مدربين وطنيين، أو تأهيل وصقل من أثبتوا جدارتهم سواء مع الفرق المحلية أو مع المنتخب، وعلى سبيل المثال (الزياني - الخراشي - الجعيثن - ناصر الجوهر - القروني)، حيث إنّ البعض يقدم تحليلاً رياضياً موفقاً وصائباً أثناء مباريات المنتخب في السابق واللاحق، أبدوا في هذا التحليل أخطاء المدربين الأجانب في خططهم، فهم أبناء الوطن، عندهم الولاء والمحبة والتضحية لمنتخب بلادهم، لا سيما أن لغة الحوار مفهومة بينهم وبين اللاعبين من حيث التمارين والخطط والمعسكرات الداخلية والخارجية، وأكثر من هذا أنهم أقل تكلفة مالية من حيث الأجور والمميزات، ولو أنهم يستحقون ويستاهلون كل الميزات.
** فمدرب المنتخب (مارفيك) بعيد عن منتخب بلادنا ويعيش أكثر وقته في هولندا، فكيف يعرف هذا وهو بعيد عن أفراد منتخبنا اللاعبين.. تدريباتهم.. مهاراتهم.. مواقعهم.. تسديداتهم.. تمريراتهم، فهو يعتمد على مساعديه فكيف يكون هذا؟
سؤال يحتاج إلى إجابة من في أيديهم الحل والربط في مثل هذه الأمور الفنية.
وأخيراً لعل هذه الأفكار الرياضية تجد أذناً صاغية وينظر إليها بكل جدية والله من وراء القصد.
خاتمة شعرية!
من شعر د. غازي القصيبي - رحمه الله -:
أجل نحن الحجاز ونحن نجد
هنا مجد لنا وهناك مجد