يدخل منتخبنا الوطني بعد أيام مباراة مصيرية تحدد مستقبل مسيرته إلى حدٍ كبير في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2018 عندما يستضيف المنتخب الأسترالي القوي صاحب العلامة الكاملة في الجولتين الماضيتين، كنتُ قد كتبتُ في مقالي قبل الماضي تحت عنوان (الأخضر والمونديال كيف السبيل إلى وصولك دلني) ما نصّه «إن المنتخب بحاجة إلى هزّة إدارية قوية تعيد تقوية مكامن الضعف قبل نزال أستراليا ويجب أن يوازي ذلك حملة وطنية تدعم المنتخب وتشد من أزر اللاعبين في جميع وسائل التواصل يقوم بها صناع الرأي العام الرياضي».
كان مقالي ذلك في العاشر من سبتمبر الماضي واليوم ونحن في الأول من أكتوبر اكتشفت بأنني كنت مخطئاً في تقديري ومُفرْطاً في تفاؤلي إزاء قدرة اتحاد القدم على عمل إجراءات ناجعة تمسح الصورة الهزيلة التي ظهر بها الأخضر أمام تايلند والعراق واتضح ذلك جليا بعد ظهور المدير الفني للمنتخب في إحدى الفضائيات الهولندية محللا لمباريات الدوري هناك قبل أقل من أسبوعين من مواجهة أستراليا المرتقبة! مما يجعل باب التساؤل مشرعا على مصراعيه حيال عدد من النقاط.
ماذا عمل مارفيك بعد مباراة العراق لمتابعة اللاعبين لأجل استدراك الأخطاء التي وقعوا بها؟ هل قام بالتخطيط حينها لأجل وضع خيارات جديدة في القائمة على ضوء ما تُسفر عنه الجولتان الثالثة والرابعة من دوري جميل -التي لم يشاهدها- وبناءً عليه يستدعي اللاعبين الجاهزين بدنيا الفائقين فنيا ويُبعد غير الجاهزين؟! أم أنه فضّل فعل ما يقوم به بعض الأساتذة الذين يكررون نفس الأسئلة على ورقة الاختبار كل عام دون أي تعديل عليها سوى تحديث تاريخ العام الجامعي وإيداعها في آلة التصوير!؟ عندما استدعى مارفيك القائمة الأخيرة لتمثيل المنتخب هل كانت لديه فكرة عن طبيعة المنتخب الأسترالي ولو عن طريق الصدفة أو عبر صحيفة عابرة قرأها في الطائرة قبل ذهابه لهولندا لتحليل المباريات؟!.
في 21 أبريل 2016 قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم تمديد عقد مارفيك لمدة عام واحد ابتداءً من شهر مايو الماضي لقاء أربعة ملايين ومائتي ألف دولار له ولمعاونيه وقد ألزم العقد -بحسب موقع كورة- بالبقاء في المملكة العربية السعودية ومتابعة مباريات الدوري ومراقبة اللاعبين عن كثب، واليوم بعد مرور خمسة أشهر على توقيع العقد لا زال مارفيك ينثر رؤاه الفنية في الدوري الهولندي بكل أريحية في هولندا دون أن يعير أدنى اهتمام لمجلس إدارة اتحاد القدم من السيد أحمد عيد حتى أصغر عضو في المجلس.
أليس من المعيب على اتحاد القدم أن يكون بهذا الضعف والهزال الذي لم يستطع حتى أن يجعل مارفيك على الأقل يحضر بعض مباريات دوري جميل السعودي؟! فلربما يظفر ببعض العناصر الشابة لتدعيم قائمة المنتخب خصوصا من نادي الاتفاق الذي قدم عروضا مبهرة استحق بها وصافة الدوري حتى الآن.
يا سادة يا كرام أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم، انتهاء المدة النظامية لعملكم بعد ثلاثة أشهر تقريبا لا يعني أبدا عدم الاهتمام بالمنتخب فأنتم لا تزالون أمام كل السعوديين مسؤولين عن منتخبنا الوطني فالانتصارات سيسجلها التاريخ لكم والخسائر سوف تتحملون وزرها أنتم، لذلك أرجو منكم أن تُظهروا شيئا من المسؤولية والأخضر في هذا الظرف الدقيق والمنعطف الخطير من تصفيات كأس العالم، قد نختلف معكم في كثير من سياساتكم إزاء إدارة كرة القدم في المملكة وربما تحفّظنا على بعض القرارات التي اتخذتموها والبرود الغريب تجاه بعض القضايا لكن كل ذلك لا يمنعنا من الوقوف معكم إنْ أنتم أريتم الشارع الرياضي عملا حقيقيا يليق باسم وتاريخ منتخبنا الوطني السعودي وما عدا ذلك فلا تنتظروا من الإعلام الرياضي والجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن يقدموا لكم طيب القول!.
إن الإعلام الرياضي بمختلف وسائله هو ملح كرة القدم السعودية وبدونه تصبح المنافسات مملة وغير مثيرة لذلك اكتسب شعبية جارفة داخل المملكة وخارجها تشهد بذلك أرقام عدد مشاهدي ومستمعي البرامج الرياضية، إنني أتوجه لجميع القائمين على تلك البرامج سواء من نجوم التقديم أو الإعداد أن يكثفوا جهودهم لدعم المنتخب فهو يمثل وطننا الغالي ولا يمثل أشخاصا أو اتحادات فالكل متغير إلا الوطن فهو ثابت ثبات الجبال الرواسي في سويداء قلوبنا، لم أستطع إخفاء إعجابي ببعض المبادرات من بعض البرامج في هذا السياق وذكرى يومنا الوطني المجيد ليست ببعيدة فكل البرامج تنافست في تلك المناسبة العزيزة أتمنى أن أشاهد هذا التنافس وتحفيز الجماهير قبيل مباراتنا أمام أستراليا.
المدرج السعودي الكبير هو العلامة الفارقة في كل البطولات وهو البصمة الواثقة في كل المحافل فلن ينسى التاريخ ما فعله هذا الجمهور في الدوحة في نهائيات أمم آسيا 1988م وفي التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1994م وفي أبو ظبي في نهائيات أمم آسيا 1996م وكيف كانت له الكلمة الفصل بعد توفيق الله عز وجل في تحقيق تلك المنجزات فإلى هذا الجمهور فائق القيمة والتاريخ دعوا الإخفاقات وراء ظهوركم وتفاءلوا بالقادم وأناشدكم جميعا بدعم الأخضر ومؤازرته وأرجو ممن يستطيع الذهاب لإستاد مدينة الملك عبدالله بجدة يوم السادس من أكتوبر بألا يتأخر وبإذن الله لن تخيب آمالكم فليس هناك مستحيل مع الإصرار والتشجيع والمؤازرة فمنتخبنا الوطني عودنا على إنجاز المهمات المستحيلة مهما كانت التحديات وعلى دروب الأخضر البطل دوما نلتقي.
- محمد السالم