في ليلة من ليالي الوطن وأجمل لياليه وأبهاها، عندما اكتست بشعار الوطن كل جنبات الجوهرة المشعة أستاد الملك عبدالله بجدة احتفاء باليوم الوطني وابتهاجاً بحلول الذكرى (86) لليوم الوطني، صادفت هذه الليلة إقامة الديربي الكبير وأشهر ديربيات الكرة في الوطن العربي ككل، ديربي الغربية بين الاتحاد والأهلي الذي استطاع من خلاله النمور الإمساك بزمام الصدارة للدوري وواصلوا المضي قدماً في مشروع تحقيق اللقب الغائب، وإن كان مازال الكلام عن تحقيق الدوري باكراً فمازلنا في الجولة الرابعة، إلا أن لاعبي الاتحاد واصلوا تقديم مستوياتهم الكبيرة هذا الموسم خصوصاً في الدوري، فبعد ثلاثة انتصارات متتالية هاهم يتوقفون في محطة الأهلي متعادلين، وكانوا أحق بالفوز علاوة على ما قدموه في اللقاء ومتمسكين بصدارتهم وإن كان الفارق نقطة إلا أنهم مازالوا متربعين في الصدارة بعد أن اعتلوها في الجولة الماضية بعد أن فكوا اشتباك الحروف الأبجدية وفرق المواجهات المباشرة وفكوا ارتباطهم مع بقية الفرق، حيث كانت إلى ما قبل الجولة الثالثة الجميع مشتركا في الصدارة وتارة تذهب للأهلي وبأمر الحروف الأبجدية، وللزعيم تارة أخرى بفارق الأهداف ليأتي النمور ويخطفوها بجدارة وبأمر النقاط، وفي لقاء الليلة الكبير الذي كان عنوانه التعادل ظهر بروحه المعهودة والمعتادة وبعنفوانه المعهود دوماً فاستطاع تسيد الملعب في أغلب فترات اللقاء، وقدم لاعبوه واحدة من أجمل مبارياته ورأينا فريقاً مغايراً عن ذي قبل خصوصاً في لقاءات الدوري الماضية خصوصاً في مناطقه الخلفية التي استطاع مدربه أن ينظمها ليحقق التوازن في صفوف الفريق ككل خصوصاً بعد الضعف في الدفاع في المباريات السابقة، أما الهجوم الاتحادي ووسطه فكانت نارية واستطاع الهجوم أن يسبب صداعاً للدفاعات الأهلاوية وحارسه المسيليم الذي يواصل تألقه مع الفرقة الأهلاوية للموسم الثاني على التوالي، وكان علامة فارقة في الأهلي واستطاع أن ينقذ مرماه من أهداف محققة، لقاء الديربي الكبير أثبت ان الاتحاد استطاع أن يعود لفورمة اللقاءات الكبيرة بعد توهان وتخبطات الموسم الماضي وأثبتت التعاقدات التي أبرمها الفريق أنهم كانوا محل الثقة بما قدموه داخل المستطيل الأخضر خلال اللقاءات الماضية على أقل تقدير، ولكن مازال هناك من العمل أمامهم لكي يسعدوا جماهير العميد التي لم تبخل على فريقها والوقوف خلفه وهي عادتها التي لن تتخلى عنهاوخير مثال ما قدمته في الموسمين الماضيين وتسجيلها أروع المواقف وحضورها المشرف خلف الفريق الاتحادي.
عمر القعيطي - جدة