يوسف المحيميد
بعيدًا عن موضوعي حول التقشف في مصروفات الدولة، لم يرق لي التعامل القاطع مع المواطنين، حول ردود أفعالهم، وإسباغ الوطنية على أحد، في مقابل نزعها من الآخر، فلا يعني الإسهام في مناقشة هذه القرارات، وآثارها المتوقعة، ودراستها، وبحث الحلول التي تسهم في منطقيتها ونجاحها، عدم وطنية، ولا يعني في المقابل التصفيق لها فورًا وطنية الكاتب أو حتى المواطن في مواقع التواصل الاجتماعي، كلنا نشعر بالوطن، وكلنا ندافع عنه، ونخاف عليه، ولكن كل منا يفعل ذلك بطريقته الخاصة!.
ليست المرة الأولى التي تظهر فيها اتهامات بَعضُنَا بعضا، بحيث يُتهم أحدنا بتأليب الرأي العام، بينما يُتهم الآخر بأنه مطبل، وأنه أصبح بوقًا، لمجرد أنه طرح رأيًا مختلفًا، ولم يدغدغ عواطف المواطنين، وما يرغب الآخرون سماعه، نعم نحن جميعا ندرك بأن لا أحد بيننا يتمنى أن نضطر إلى فرض سياسات تقشفية في بلادنا، لكن الظروف الاقتصادية المحلية والعالمية تحتم ذلك، لذلك يجب التعامل بعقل وروية مع ما يحدث، قراءة الأحداث بواقعية، والتحدث عنها بمنطق ووعي، بعيدًا عن العواطف والمصالح الشخصية والفردية، ليس على مستوى كتاب الرأي العام والمحللين الاقتصاديين فحسب، وإنما على مستوى المواطن العادي، الذي يمتلك صوته الخاص في مواقع التواصل الاجتماعي.
نحن ندرك أننا نعيش في أزمة، كما هو العالم منذ 2008، وندرك أن الضغوطات الاقتصادية علينا ازدادت منذ منتصف 2014، مع انخفاض أسعار البترول، مصدر دخلنا الأساسي، الذي تسعى رؤية المملكة 2030 إلى عدم الاعتماد عليه بشكل تام، ونؤمن أننا نقف معًا ونتكاتف، قيادة ومواطنين، لمواجهة هذه الأزمة، حتى وإن اختلفت رؤانا تجاه ما يحدث، ولكن علينا أن نتحاور، وأن نتقبل بعضنا بعضاً، ونتفهم هذا الاختلاف، في معالجة هذه الأزمة، وغيرها من أزمات المستقبل.