فهد بن جليد
أبشركم، وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تخطط مشكورة لرفع مستوى (الرومانسية) عند السعوديين بشكل كبير، كونها تستعد لمرحلة جديدة تهدف لتوطين (27 مهنة) جديدة، سيتم إيقاف إصدار التأشيرات لها، تمهيداً لقصر العمل فيها على السعوديين فقط، وعلى رأسها (تجارة الزهور) كما نُشر مؤخراً!.
وقبل استنشاق (رائحة الورد) بالأيدي السعودية على أنغام (عمي يا بياع الورد.. قلي الورد بيش.. قلي)، لنتوقف مع بعض المهن الأخرى (المُستهدفة)، مثل سعودة (الأكشاك) في ممرات الأسواق والمجمعات التجارية، وهذه خطوة ذكية وجيدة تناسب طبيعة الشباب والشابات فأوقات الدوام حرة، وهناك استقلال لشخصية البائع، محلات بيع (العباءات النسائية)، ومحلات بيع ألعاب الأطفال، وهذه فكرة ضرورية لفتح المجال أمام الشابات السعوديات خصوصاً للانخراط في هذا المجال بدلاً من العمالة الرجالية الوافدة، محلات البضائع المُخفضة، لا أعرف تشمل (أبو ريالين) أم لا؟ وهي في كل الأحوال مُربحة، أما بقية المهن التي تتوزع بين محلات بيع البوية والدهانات، مواد البناء والسباكة، قطاع الدواجن، الأحذية، قطع غيار السيارات والزينة، الأقمشة الرجالية والنسائية.. إلخ، أعتقد انها (ستواجه صعوبة الآن) فالتوسع السريع في السعودة بهذه الطريقة، سيحرج الشباب والوزارة معاً، وقد يتسبب بخلل في تركيبة السوق المحلي، ويُفشل مشروع التوطين الجميل والضروري!.
نعود لتحدي سعودة محلات بيع الزهور، برأيي إن هذا المجال يحتاج إعداداً مُختلفاً، وقدرة فائقة على الابتكار والتصميم، فبائع الورد يجب أن يملك (إحساساً مُرهفاً) يستطيع من خلاله فهم المشاعر التي يريد العميل إيصالها، ونوعية المُناسبة لإهداء وتقديم (الورد) لشخص آخر، كون معظم الزبائن لا يملكون الخبرة الكافية في ألوان وأنواع الزهور وتصاميمها، وهم يلجؤون ويثقون بخبرة وذوق البائع، لذا أقترح أن لا تغامر الوزارة بالزج بشبابنا وشاباتنا في هذا المجال دون - تدريبهم وإكسابهم السمات الشخصية - التي تؤهلهم، للتعامل مع الوردة لا (كمنتج) بل كقيمة وإحساس!.
كل مهنة يُمكن (سعوَدتها وتوطينها) إلا مشاعر (بائع الورد)، فهي سمات شخصية، يُستقدم لها الخبراء في كل بلاد الدنيا، وعلى شبابنا تجاوز ثقافة (بدي حط لك بئلبها شئفة روتشيلديانا.. بتلبقلك، وهيك بيكون البوكيه أشيك) حتى ينجح في هذا المجال!.
وعلى دروب الخير نلتقي.