سعيد الدحية الزهراني
ألقى الحدث السياسي المتسارع اليوم بظلاله على مختلف الاتجاهات الإنسانية.. حتى باتت الثقافة السياسية في العصر الراهن أسّ التفاعلات والقراءات والامتدادات التي تحدث تالياً وتابعًا في مختلف المجالات..
اليوم لم تعد الاهتمامات السياسية حصراً لخبراء الشأن السياسي، بل تعدى الأمر - بالحتميّة - ليشمل جل المشتغلين بأطياف المعرفة والاهتمامات الأخرى.. والحالة وفق هذا التوصيف ليست وليدة الآن.. فسلطتي السياسة والاقتصاد.. ارتكازان رئيسان يستصحبان معهما جل أشكال التحولات والتطورات الأخرى.. لكن الذي يحصل اليوم هو استئثار كامل لصالح الاشتغال السياسي من جل طاقات الاهتمامات الأخرى بما فيها الثقافي.. وهنا سؤال التقصي عن مآلات هذا الاتجاه وتحديداً في شقها الثقافي من منظور طغيان الحضور السياسي في مقابل خفوت الفعل الثقافي وضمور أطرافه التي تعاني القصر في الأصل..
الأسئلة التي يمكن أن نطرحها في هذه الحالة تتناول أولاً كيفية توصيف تأثير الفعل السياسي على مختلف شؤون ومفاصل حيوات الناس والشعوب والمناطق الإقليمية والدولية.. وماذا عن مسارات أو تقاطعات كل من السياسي والثقافي على وجه التحديد.. إلى جانب التساؤل عن مدى إمكانية أن يعزل المثقف ذاته عن تداعيات الحدث السياسي الراهن على مستوى الدول والمناطق والعالم.. وهل بالفعل الحدث الثقافي اليوم هو الحدث السياسي.. وأن أي فعل ثقافي اليوم لا بد أن يدور في فلك الحدث السياسي وإلا فإنه يغرد خارج سرب الحدث الجوهري الارتكازي الأهم..
أترك للقارئ الكريم مهمة مقاربة الإجابات على التساؤلات السالفة.. أما الذي يظهر وفق الاستهلال بعالية فهو أن حدث اليوم هو حدث السياسة أولاً وتالياً.. وهي حالة فرضت بالحتمية جراء ما يعيشه العالم اليوم من صراعات وحروب وتكتلات وتبدلات في المواقف والاتجاهات والمصالح.. ما أنتج استئثاراً كاملاً بالاستحواذ على الاهتمامات لصالح السياسي بمستوى أفقي شامل..
السياسة للسلطة.. الثقافة للحياة!!