د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
** شاعر دون أن يدَّعيَ الشِّعر، ومثقفٌ ولو لم يتقدم الصفوف، وفاعل في مؤسسة الفكر العربي دون أن يحكي عن دوره فيها، وأيام أمانة الدكتور عبدالله الصالح العثيمين رحمه الله لجائزة الملك فيصل العالمية كان مساعدًا له من غير وظيفة، وبخاصةٍ ما يمسُّ شؤون ترتيب الحفل السنوي ومدعويه، وعندما مرض العثيمين كان ضمن القلة الذين لازموا زيارته، وفي ندوة نادي الرياض عنه لم يستطع حجب دموعه ،كما كان لقربه من الأمير خالد الفيصل تأثٍيرٌ في تعدد الأنشطة التي يباشرها في المؤسسة والجائزة والمجلس الدوري وسوق عكاظ السنوي، ويعزو أبو ايمن إلى الأمير الفضل في توهجه الإبداعي ، وما لا نعلمه – لاشك – أكثر.
** أسْميَ «عبدَ القادر» لولادته ليلة السابع والعشرين من رمضان توسمًا أنها ليلة القدر.
ورأى أهله فيها إشارة فألٍ لازمته في عمره المديد.. أثَّرت فيه مثلما أثْرته مدينة الظفير بمنطقة الباحة بجمال ارضها وطيبة أهلها،وظل اللواء القريب من دوائر القرار الأمني والشوري طيلة نصف قرن كما كان تواضعًا وأريحيةً وخدمةً للناس وقربًا منهم وعطاءً لهم.
** لم ينأَ عن إرثه العائليِّ في حب العلم وخدمة الثقافة؛فرافق عمه المرحوم محمد سعيد كمال صاحب مكتبة المعارف في الطائف بعد انتقاله من مدينته إليها برغبة من والده بعد وفاة والدته ، وكان لهذا التغير دور في توجهاته القرائية ومخزونه الشعري وذوقه التعاملي؛فإن استشهد بنصٍ أجاد ، وإن قال معلومةً أفاد ، وإذا تعامل فملءُ برديه لطفٌ وهدوءٌ ونأيٌ عن الأنا، ومن لا يعرفه لن يتعرف عليه من إدلاله بنفسه أو تصدر المجالس برسمه.
** اللواء الشاعر عبدالقادر بن عبدالحي كمال يتكئُ على تجاربه العسكرية والمدنية والقرائية والكتابية راضيًا بما قدّم ، سعيدًا بأصداء ديوانه الأول (رحيل الشموس)، ولو كان لمحبيه رأي لألزموه بكتابة سيرته الذاتية والعملية وتنقلاته بين المرور والجوازات والشرطة والهلال الأحمر والنقل الجماعي ومجلس الشورى وفي الطائف وجدة والباحة والرياض؛ فما لديه من ثراءٍ وتنوع جدير بالتوثيق.
** الشمس لا ترحل وإن توارت.