نوف بنت عبدالله الحسين
نديّ الخُزامى دفر القرنفل
محلل ملوحش لم كلل
(أبو الطيب المتنبي)
تفاجئك عشبة صغيرة بعبق رائحتها وجمال ألوانها.. تداعب حواسك .. وتستقر في مكمن دواخلك...
تختلط بك وتنتشل إحساسك المتعب.. لتقودك نحو عالم الهدوء والاسترخاء....
تتمعّن بعذوبة الرائحة وهي تفصلك عن عالمك المتعب.. وتتوه في الرائحة وكأنها تخترقك من كلِّ صوب...
عجبي لهذه الخزامى.. وهي تشاكس إحساس الشعراء وتشاغب مشاعرهم بروعتها ..
ألم تشاكس تلك الرائحة البدر حينما قال: (من أربع ليال هبت من ديار الشمال ريح الخزامى والنفل ) .؟؟
بل باغتت نبة الحب كما يسمونها الأندلسي البلنسي، فهاضت القريحة وأنشد :
(أسأل عنك أنفاس الخزامى
فيخبرني بك الريح العليل)
يا للخزامى التي لها نور كما نور البنفسج.. تتغنّج برائحتها لتثير السكون والهدوء.. زوبعة دلال عجيبة تبثها الرائحة.. كأم راعية... دواء الإحساس العجيب... يذكرك ببعض البشر.. طيب الرائحة والمنظر...
لنكون خزامى لمن حولنا... نداوي الإحساس... ونرأف بهم.... كفانا ضجيجاً ... حان وقت الهدوء والاسترخاء.