مهدي العبار العنزي
تمر أمة الإسلام في هذا الزمن بمصائب لاحصر لها هذه المصائب التي هددت مصير الأمة وساهمت في تفرقها وبالتالي ضعفها أمام شعوب العالم. ولم تعد هذه الأمة قادرة على توحيد صفوفها لتكون أمة واحدة قادرة على التصدي والتحدي وتحولت كثيراً من شعوب العالم الإسلامي من الغنى إلى الفقر ومن القوة إلى الضعف ومن التكاتف والمحبة إلى العداوة، وتجاهل كثيراً من أبناء أمة محمد قيمة الاعتصام بحبل الله وتعمدوا مبدأ التفرق وتركوا متعمدين أهمية وحدة الصف وتوحيد الأفكار والأهداف والغايات النبيلة وكأنهم لم يطلعوا على الآيات القرآنية التي تنص على الأمر بالألفة وتنهى عن الفرقة والتشرذم والتخاذل في كل الأمور التي تهدف إلى البناء، وهل نسينا أو تناسينا أن أهم ما يميز أمة محمد أنها أمة واحدة استشهاداً وإيماناً بقول البارئ عز وجل: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} (52) سورة المؤمنون.
إن الإنسان في حيرة من أمره وهو يسمع ويشاهد هذا التناحر بين أتباع الدين الواحد ومع هذا لم نجد من يعي حقيقة أن التاريخ تؤكد أن سقوط الدول مصدره التفرق والاختلاف، فمتى يا أمة محمد تستشعرون الخطر المحدق الناتج عن ما تقومون به في هذا الزمن من أعمال تكرس مبدأ العداوات بينكم؟.. وأين العقلاء والعلماء والأمراء والكبراء الذين يجب عليهم إفهام الناس أنه لا عز ولا كرامة ولا قيمة بدون الوحدة.. هذه الوحدة التي لن تتحقق إلا بترك التطرف وترك التفرق وترك التكفير والتنفير؟.. عليكم مسؤولية كبيرة أن تجتمعوا على مائدة كتاب الله وعلى مائدة سيد البشرية محمد -صلى الله عليه وسلم- واعلموا أن أهل الحق والعدل منكم هم المتمسكون بقيم الإسلام وسماحته مدافعين عن كرامته وفضائله ولهم في نبي الرحمة أسوة حسنة وبأصحابه الأخيار الذين اجتمعوا على حبه أنها رسالة؛ ورسالة تبحث عن إجابة متى نتوحد؟!.. ننتظر من كل الغيورين على دين الله وعلى توحيد الصفوف ولم الشمل والثقة والتلاحم وحتى لا نكون لقمة سائغة في أفواه أعداء الإسلام رددوا معي:
الدين يجمعنا كما جمع الأضلاع
حبلٍ متين ولا يهون انقطاعه
نعم لا نريد لحبل التأخي والتعاون والتراحم الانقطاع.