موضي الزهراني
من أهم الإنجازات التدريبية في دولة الإمارات العربية المتحدة هو «مركز إدراك» هذا المركز عبارة عن منصة إلكترونية للمساقات الجماعية مفتوحة المصادر، وتعرف بالإنجليزية باسم (موكس) وهذه المنصة تأتي بمبادرة من مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية، وتحرص المؤسسة على بذل كافة الجهود والمساعي للمساهمة في وضع العالم العربي في المقدمة في مجال التربية والتعليم كونهما حجر الأساس لتطور الشعوب وازدهارها. وتُشكِّل هذه المنصة فرصة فريدة ومهمة للوطن العربي إذ تفتح المجال للمتعلمين العرب للالتحاق عبر شبكة الإنترنت بمساقات متوفرة من قبل أفضل الجامعات العالمية مثل هارفارد ومعهد ماسشوستس للتكنولوجيا ويوسي بركلي مع إمكانية الحصول على شهادات إتمام. فالمؤسسة تؤمن بأن هذه المنصة ستُمكِّن العالم العربي من البناء على الاهتمام العالمي بتطورات المنطقة، ليتمكن العالم العربي من رواية قصته بنفسه ومن خلال إدراك سيتمكن أساتذة الجامعات العرب وخبراء المنطقة من تقديم مساقات باللغة الإنجليزية عن تطورات المنطقة وتاريخها العريق، وستساهم هذه المساقات بتعريف وتثقيف الجمهور العالمي المهتم بتطورات المنطقة! الجميل في هذا التجربة التي عشتها شخصياً مع منصة إدراك عندما خضت تجربة التسجيل في مساق «الابتكار في العمل الحكومي» والمقدم من مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي وذلك على مدى أربعة أسابيع كانت بدايتها من 6 سبتمبر وانتهت الأسبوع الماضي بعد إتمام الدروس الأسبوعية التي استفدت منها كثيراً وخاصة في مجال الابتكار في القطاع الحكومي الذي مضت عليه سنوات طويلة والكل يشير له بأصابع الاتهام بالمركزية ورفض التغيير والجمود الإداري الذي يعيق أي ابتكار! فهذا المساق يقدم منهجيات عالمية وأدوات عملية لتمكين وترسيخ ثقافة الابتكار والتي تنقصنا كثيراً في القطاع الحكومي، ويساهم في تعزيز آليات تحليل وسنّ سياسات عامة مبتكرة تُلائم تحديات القرن الواحد والعشرين التي تواجه الحكومات! فهذا النوع من التدريب الإلكتروني أعتبره من أكبر الإنجازات التدريبية المُبتكرة للموظفين الحكوميين والمهتمين بتعلُّم المزيد في مجال عملهم من أجل إكسابهم مهارات عملية لتطوير عمل مؤسساتهم والتقدم مهنياً في مجال عملهم، وإيجاد الحلول للتحديات التي يواجهونها! إلى جانب أنه تجربة رائدة في مجال التدريب في دولة الإمارات العربية وأتمنى أن يتم تطبيقها لدينا للمميزات التدريبة الابتكارية والتي لا تتطلب أي ميزانية تُرهق الوزارات من أجل تدريب موظفيها أو انتدابهم لقطاعات أو دول أخرى بهدف التدريب والتطوير! فمركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي من النماذج الرائدة لدعم القطاعات الحكومية ونحن بحاجة ماسة لمثل هذه المراكز من أجل تحقيق رؤية 2030، وذلك لتطوير العمل الحكومي وتعزيز التنافسية والتشاركية مع القطاع الخاص، وتحقيق الابتكارية في الأداء.
وختاماً أشكر القائمين على مركز إدراك الذي أتاح الفرصة للمهتمين بالتطوير في التعلم من خلال منصتهم الإلكترونية المبتكرة والتي تفتح المجال للمتدربين على مستوى العالم العربي وهم في منازلهم!