«الجزيرة» - سعودالهذلي:
أكد أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك سعود والمشرف على دار جامعة الملك سعود للنشر د. مفلح بن علي الشغيثري، أن المملكة العربية السعودية تحتفل بيومها الوطني في الأول من برج الميزان (الموافق 23 سبتمبر) من كل عام، باعتباره يوما تاريخيا تحول فيه اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، فهل هذا كل شيء؟ الجواب لا بكل تأكيد، فإذا كان اليوم الوطني عادة ما تختاره الدول ليعكس الفرح بخروج المستعمر أو بتتويج ملك أو رئيس، فإنه في منطقة من الأرض لم تخضع يوماً ما لاستعمار الأجنبي ولم يحفل ولاتها بالألقاب، يمثل احتفالاً بتتويج من نوع آخر.
وقال د الشغيثري: إنه يوم الفرح بنعمة الوحدة التي أنعمها الله على عباده في هذه المنطقة من العالم، وقد تحققت على أرض الواقع في أبهى صورها وحدة الروح والمادة وحدة الأرض والهدف، تحقيقاً لقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ، وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ، كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (الآية رقم [103] من سورة آل عمران.
وأضاف قائلاً: إن هذا اليوم توِّجت جهود الوحدة التي بدأها الراحل الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن ورجاله في عام 1319هـ . لقد أرسى - رحمه الله - منهجاً وحدوياً يعتبر بحق نموذجاً سياسياً وتنموياً فريداً، لم توفه الدراسات القائمة حقه من التحليل العلمي الرصين. لذا يحق لأجيال المملكة العربية السعودية أن يحتفلوا بهذا اليوم، شكراً للمنعم عزّ وجلّ أن تحقق وعد المؤسس - رحمه الله - شعبه به في مقولة خلّدها التاريخ، حيث قال «ستنعمون بنعم لم تتحقق لأجدادكم»، وها نحن بحمد الله نتفيأ ظلال هذه النعم وأجلّها وأعلاها نعمة الأمن، حيث تعتبر المملكة من أقل دول العالم في معدلات الجريمة، وتسابق بلادنا الزمن في توفير وتطوير الخدمات التعليمية والصحية والمدنية، نتج عنها بحسب البيانات الصادرة عن البنك الدولي ارتفاع العمر المتوقع عند الولادة إلى ما يزيد على 74 عاماً، وانخفضت الأمية فيها إلى ما لا يزيد على 3.5%، كل هذا في مجتمع كان قبل الوحدة والتوحد يعاني العدويين الجهل والمرض. ولا يشك مواطن أن هذا النهج التنموي سيستمر بآليات تناسب العصر، وما رؤية 2030 إلا دليل قوي على عزم حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على تحقيق متطلبات التنمية للوطن والمواطن بنهج غير تقليدي في الإدارة الحكومية.
وأشار د. الشغيثري بقوله: يحق لأصدقاء وحلفاء المملكة العربية السعودية في أصقاع الأرض أن يشاركونا هذا الاحتفال بهذه النعمة، فالمملكة وبلا فخر شريك حقيقي في التنمية البشرية والمادية العالمية، فلم تعهد الدول بلادنا داعماً للتوتر والقلق فضلاً عن الخراب والدمار، بل كانت يداً حانية للمحتاج بلا شرط أو منّة بما يربو على 140 مليار دولار، ويداً طولى في التعاون على البر بشتى صوره فيما يخدم المجتمع الإنساني والسِّلم العالمي، وستستمر بإذن الله، فمواقف المملكة العربية السعودية وقادتها - حفظهم الله - مواقف مبادئ وقيم مستلهمة من الدين القويم ثم من التاريخ المشرف لأسرة حباها الله بحب شعبها على مدى ثلاثة قرون. وإني بهذه المناسبة العزيزة على نفسي وعلى نفس كل مواطن، أتقدم بتهنئة مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بهذا اليوم، يوم الإنجاز العظيم يوم الوحدة الوطنية، كما أتقدم بالتهنئة إلى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وإلى ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وإلى الأسرة المالكة وشعب المملكة العربية السعودية .. وفي الختام أستسمح مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتقديم مقترح لمقامه الكريم، أن يجعل من اليوم الوطني يوماً للاحتفال بالإنجاز عبر جعل اليوم الوطني يوماً لرفع تقارير الإنجاز السنوية من قِبل الوزارات والمصالح الحكومية، وعرضها في تقليد سنوي على مقامه - حفظه الله -، يتناسب والمناسبة في احتفالية شعبية يتم الإعداد لها من قِبل وزارة الإعلام لتكون بمثابة التذكير بنعم الله على هذا الوطن وأهله، والشكر له في يوم عرسنا الوطني المجيد، والله من وراء القصد.