إبراهيم الدهيش
- لا يخامرني أدنى شك بأنه لن يختلف اثنان (أو أقل أو أكثر) أنه من جيل العباقرة، لم يأت بين يوم وليلة أو بطريقة الصدفة، ولم يكن صورة كربونية ولم يحاول أن يكون لأحد، أي أحد، فمثله لا يأتون هكذا بسهولة ولا يتكررون.
- بدأ في رسم أولى خطوات نجاحه ونجوميته وتكوين ثروته الجماهيرية والتهديفية منذ أن بزغت شمس ميلاده في القادسية، ومن ثم تضاعف الرصيد منذ أن وطئت قدماه دهاليز الهلال.
- اختياره للانضمام للكوكبة الهلالية لم يكن بطريقة (شختك بختك)، فبداياته كانت تقول بمولد نجم سيكون أحد العلامات البارزة والفارقة في جبين خارطة الوطن.
- وبالفعل كان في الموعد نجما فوق العادة.
- برع في هندسة خطواته، وتألق في كتابة سيناريو نجوميته المطلقة التي لا تعترف بالزمان ولا المكان ولا المناسبة بلغة واثقة راقية، فحقق الكثير لفريقه الهلال ولمنتخب وطنه بالرغم مما تعرض له عبر مسيرته الكروية مدافعا عن فريقه وعن ألوان المنتخب من جرأة في التطاول والافتراء والتشكيك بحروف مبتذلة ولغات متخمة بقلة الحياء بأساليب أفعوانية غاية في السوء والبذاءة!.
- وما بين الأمس واليوم يقفز السؤال: هل ما زال لدى ياسر القحطاني ما يقدمه؟!.
- وبتلقائية أقول: إنه لم يعد كما كان ذلك المهاجم «القناص» الذي لطالما سبب الصداع لخطوط الدفاع، لدرجة أن مجرد التفكير في إيقاف عنفوانه يعد ضرباً من الجنون وبأن ما يقدمه خدش لكبرياء عطاءاته وتشويه تاريخه المرصع بالنجومية والإنجازية والحضور اللافت الطاغي على كافة المستويات، يحدث هذا كحالة طبيعية وسنة كونية مفادها أنه لا أحد باستطاعته أن يأخذ زمنه وزمن غيره، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يستوعبها ياسر!.
- ويظل الأهم أن يدرك أنه لم يعد مقبولاً أن يظهر بهذه الصورة الباهتة باعتباره ملكاً لجماهيره ومحبيه، وأن من صفقوا له بالأمس قد يشعرون لحظة بالذنب أنهم أحبوه! وهنا بيت القصيد!.
وبالتالي سيكون من المناسب -برأيي الشخصي وفي هذا التوقيت- أن يتخذ قرار توديع الملاعب وفق مبدأ «لو دامت لك ما وصلت لغيرك» أو هكذا!.. على الرغم من مرارة القرار وصعوبته، عطفاً على واقعه الأدائي، وما يتطلبه من شجاعة الاعتراف وجرأة اتخاذ القرار حفاظاً على مكتسب الأمس وبقايا اليوم! فهلا فعل؟!.
- وعلى العموم سيحفظ التاريخ لياسر القحطاني أنه واحد من ألمع وأمهر نجوم الوطن الذين بذلوا وأعطوا بسخاء، وكم أفرح فريقه ووطنه مساءات عدة.
- وستظل سيرته بألوان طيفها وكل حكاياتها في الذاكرة، وسيبقى يسكن في وجدان محبيه وعشاقه، وسلامتكم.