مؤتمر الشيشان المشبوه وما صار من نتائجه المفاجئة، التي ما كانت لتكون مفاجئة لو كنا على حذر من ذلك البعض ممن صرنا إلى إحسان الظن بهم ليس هذا فحسب، بل والوقوف معهم باعتبارهم ممن شأنهم نصرة الدين الإسلامي ودعاته المخلصين وغير المسيسين من قبل أعدائه لبث الفرقة وزرع الشقاق بين أبنائه.
ليأتي هذا المؤتمر في سياق ما صار ولا يزال يصير مما غايته زرع بذور الشقاق والخلاف ويحول دون إجماع المسلمين واجتماعهم لنصرة دينهم، الذي طالما صار استهدافه من قبل أعدائه ومن ينضوون تحت راياتهم وفي المقدمة منهم المجوس الفرس الصفويون بعد أن ظهروا على حقيقتهم وصاروا وصيروا ليكونوا بمنزلة الناب والمخلب لمن شأنهم محاربة الإسلام وأهله.
مما يشهد به فعلهم المشين في الدول العربية حين صاروا إلى التدخل في شؤونها الداخلية وإشعال الفتن الطائفية والمذهبية بين أبنائها وجعلها ساحات حروب أهلية أملاً في إضعافها ولكي يكون في استطاعتهم تحقيق حلمهم في إقامة إمبراطوريتهم الفارسية المزعومة.
إن هذا المؤتمر لن يحقق مراد من كانوا وراء عقده وقد أجمعت الأمة الإسلامية وعقدت لواء القيادة قادة لمن هم الأحق بها قدوة المسلمين ورافعو رايات الإسلام والساهرون على راحة وأمن وسلامة المسلمين حجاجًا ومعتمرين وزوارًا مثلما لهم من ديمومة الفعل لجمع المسلمين لمواجهة من لا يتوقف لهم جهد في محاربته ممثلة في ذلك القائد الفذ والصادق والأمين والمخلص لدينه وعروبته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه-.
إن مؤتمر غروزني وما صار من نتائجه لن يكون له أي أثر أو تأثير على ما صار من إجماع المسلمين واجتماع كلمتهم حتى وإن شاركت فيه المؤسسة الدينية المصرية.. لقد تنبه المسلمون وأدركوا ما يراد بهم مثلما إدراكهم لعناصر الفعل فيه من أولئك المخدوعين حين استثيرت فيهم النزعات الطائفية والمذهبية ليكونوا من خلالها مجرد أدوات فعل للإضرار بالإسلام وأهله ولكن هيهات أن يكون لهم ذلك وقد تكشفت الأسباب والغايات التي من أجلها صار عقد ذلك المؤتمر المشبوه من هم وراء عقده وسوف يكون نصيبهم العار والخسران المبين.