أضحت المخدرات آفة وسموم خطيرة تؤرق مضاجع الجميع على وجه البسيطة دون استثناء والكل يتفق على محاربتها ووأدها بشتى الأساليب والطرق لأن فيها دمار الشعوب وضياع وتفكك وشتات للمجتمع برُمته ما لم نقف جميعاً للتصدي لهذا الغزو الشرس الذي يستهدف عقول الشباب وتدميرها بالتالي إلى العالم المجهول.
حكومتنا الرشيدة -وفقها الله- ممثلة في وزارة الداخلية لا تألو جهداً ولا تدخر وسعاً في محاربة هذا الداء الخطر الفتاك، ومنسوبي إدارة المكافحة الذين يتميزون والحمد لله باليقظة والفطنة والرؤية الثاقبة في التعامل مع هذه الفئة المفسدة في الأرض، حيث يحظون بدورات متقدمة في مجال عملهم سواءً داخل المملكة أو خارجها وكل ما هو جديد في علوم مكافحة هذا الوباء والاطلاع على كل جديد من أجهزة ذات تقنية عالية وما يستجد من علوم ومعرفة في هذا الخصوص... وحضور مؤتمرات داخلية، خارجية التي تبحث في معالجة ومكافحة هذه السموم وسُبل تجفيف مصادرها.
جنّدت إدارة مكافحة المخدرات كل الإمكانات الماديه، البشرية، الآلية والتقنيه فهناك المحاضرات والندوات منها الأسبوعيه والشهريه وعلى فترات مختلفة طول العام، وكذلك هناك أسبوع مكافحة المخدرات حيث يتم تكثيف التوعيه بخطر هذه السموم وانعكاسها على المجتمع وأن عُقوبتها صارمة، خاصة المروجون لها يُعتبرون من المفسدين في الأرض وعُقوبتهم تصل إلى حد القتل، وأن الدور الفعّال والكبير والنشط يُحسب للإدارة العامة لمكافحة المخدرات في هذا الجانب وكافة الدوائر الحكومية، المؤسسات، الأهلية، التجارية وكذلك الإعلام بوسائله المختلفة ومن خلال الملصقات والصحف وكتب التوعية وغيرها من وسائل المكافحة.
يجدر الإشارة أن هناك فئة حاسدة حاقدة تتربص بأهل العقيدة والتاريخ سعياً لطمس ملامحهم حتى يُبعدوهم عن دينهم وهويتهم وجذورهم لسبب دنيوي ليُغرقوهم في هذا الوحل وما يسعون إليه هو طمع في الغنى والربح السريع ومحو للفِكر وإعدام للثقافة عند الشباب وهم الهدف الذي يدخل العدو من خلالهم فيُجند لهم أحدث صرعات العصر وإغراءاته الكاذبة والواهية ويزرع فيهم حب الشهوات ويتدرج معهم في جعل الدنيا من حولهم ككرة تسليه يضربونها دون اكتراث بأقدامهم ضاربين معها بعرض الحائط كل تقاليدهم ونسيان روابط الأُسرة وأصول العقيدة فيبُث فيهم سُمومه بأشكال مختلفة من النشوة الزائفة من أصناف المخدرات وتقدم لهم بالمجان في البداية حتى إذا ما أدمنوا عليها أصبحوا غير قادرين على تركها.
إذن إن تلك المخدرات قضت على كل الطُموحات والمستقبل لذلك الشاب وتحطيم كل آماله وأحلامه وحسرة وندم لأبويه الذين قد يكونوا شاركوا فيما آل إليه حال ابنهم بعدم مراقبتهم له منذ البداية وتركه في أحضان أصحاب وأصدقاء السوء، وقبل كل ذلك عدم تنشئته التنشأة الصالحة وعدم زرع الأخلاق الحميدة، وما كان عليه الآباء والأجداد من قيم ومُثل والتي بحول الله كفيلة بأن تعصمه من هذا الشّر.
إن من اتبع هذا السبيل إنما اتبع الشيطان وأعوانه فأضله عن الجادة وقاده إلى طريق السعير ومن يتبع الشيطان فقد هلك، وإن هؤلاء الشباب المُغرّر بهم يحتاجون إلى عناية ورعاية وتوعية تامة من الأُسرة والمدرسة، حتى الجامعة والمسجد... وأخص بالذكر الوالدين في أن يعرفوا أبناءهم مع من يجالسون ومن يخالطون، كما جاء في الحديث النبوي الشريف (كُلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته..) من هذا نستنبط أن الأبناء أمانة في أعناقنا وأن نراعي الله فيما أؤتمنا عليه.
إن رجال الجمارك بالتعاون مع رجال مكافحة المخدرات أجهزة الأمن المختلفة، ويقظتهم الدائمة والحمد لله ثم بفضل ما وفرته الدولة مُمثلة في مصلحة الجمارك من أجهزة حديثة ذات تقنية عالية، فطنة وخبرة رجالها ومن تدريب دائم لأفرادها ليواكبوا كل المستجدات في هذا الشأن.
رجال الجمارك المنتشرون في المطارات، الموانئ، المنافذ البرية، وما تقوم به أجهزة الأمن الأُخرى، سلاح الحدود، خفر السواحل ما يقومون به من جُهد مشكور على طول حُدودنا البرية الطويلة والسواحل والموانئ النائية وما يتم خلاله من القبض على هؤلاء المفسدون في الأرض بتهريب هذه السموم عبر أحشاء مُسافر، مركبة، شاحنة، قارب، بطرُق خبيثة ملتوية، سلاح الحدود، خفر السواحل لهم إسهامات كثيرة جنباً إلى جنب مع رجال الجمارك بالتنسيق الدائم مع إدارة مكافحة المخدرات حيث يتم القبض على الكثير من هؤلاء المجرمين بمطاردتهم إما القبض عليهم بإذن الله أو طردهم من حيث أتوا، ومن يتم القبض عليه من المفسدين يُنفذ ويُطبق فيه حُكم الله (حد الحرابة) قال الله تعالى{إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ... الآية}.
وبفضل الله وتوفيقه يتم إحباط كثير من هذه المحاولات البائسة، تُطالعتنا بها الأخبار عبر وسائل الإعلام المختلفة.
حَمى الله بلاد الحرمين الشريفين وبلاد المسلمين من هذه الآفة وجعل الله كيدهم في نحورهم وأحبط الله مُخططاتهم الدنيئة، وبارك الله في هذه الجُهود الكبيرة الحثيثة والموفقة من قِبل أجهزة الأمن المختلفة في وزارة الداخلية، مصلحة الجمارك لِما يبذلونه ويقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل القضاء إن شاء الله على هذه السموم وتجفيف مصادرها والقبض على هؤلاء المفسدين في الأرض.