فهد بن جليد
مُحاربة الفساد من أهم أبواب ترشيد إنفاق (المال العام) ووقف الهدر، لصرفه على الوجه الصحيح، هذا على الأقل ما يتحدث به ويتصوره الناس في مجالسهم، التي يتسيَّدها حديث مطوَّل حول ضرورة التكيف الحياتي مع قرارات الترشيد الأخيرة، ولكن ما هي الخطوة اللاحقة المُنتظرة من المواطن لحماية الأموال (المسروقة والمنهوبة) كشريك رئيس في الحفاظ على هذا المال دون الركون إلى جهود هيئة مكافحة الفساد (نزاهة)، والجهات الرقابية الأخرى وتفاعله أكثر من أي وقت مضى؟!
برأيي أن على المواطن اليوم مسؤولية أكبر -بأن يضاعف أكثر من من هذا التفاعل- بوعيه، وحرصه على المال العام في المشاريع والمعاملات، كونه من أهم (حراس البوابة) على هذا المال، والأقرب للتماس مع مثل هذه الحالات سواءً كان مواطناً عادياً أو تاجراً أو موظفاً في القطاع الخاص أو الحكومي، وكشفها من خلال الإبلاغ عن أي فساد إداري أو مالي مُحتمل، فوطننا ومُستقبل أجيالنا أحق بكل (ريال) يحاول (لص) أن يأخذه بغير وجه حق!
لأن مُحاربة الفساد واجب (ديني ووطني) تشرَّبه المواطن السعودي منذ وقت مُبكر، ينتظر أن تبادر وتضاعف (هيئة مكافحة الفساد) من دورها وبرامجها، بقربها أكثر من المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة، بتجديد خطاب التوعية، وتسهيل طرق التواصل والتفاعل بإيجابية، وتوضيح كيف يمكن حماية المُبلغ من أي أضرار يتخوف البعض منها؟!
استعداد المُجتمع وتقبله لمرحلة وخطوات (الترشيد) الأخيرة، فرصة عظيمة لبث النخوة من جديد في النفوس، وشحذ الهِمَّم، وغرس قيَّم ومفهوم النزاهة، بعدم السكوت (السلبي) أو التخوف من مُحاربة الفاسدين وفضح مُخططاتهم؛ فواجب ومسؤولية حماية (المال العام) تقع علينا جميعاً.
على (الهيئة الوطنية لمُكافحة الفساد) أن تستثمر الموقف لينتفض المُجتمع ويتفاعل بكل شرائحه مع برامجها وخططها لمُحاربة ومكافحة الفساد بكل أشكاله وصوره، بدلاً من انتظار مُبادرة من المواطن (المحبط) أصلاً، من نتائج ودور الهيئة في ملاحقة ومحاربة الفاسدين!
وعلى دروب الخير نلتقي.