د. ناهد باشطح
فاصلة: «الزراعة أقل تعباً من الحصاد»
- حكمة ألمانية -
ضج تويتر ونشطت الهاشتاقات كتعليقات على الأوامر الملكية التي قدمت قرارات تهدف لخفض العجز في الموازنة العامة وترشيد الإنفاق الحكومي، وبما أن لهذه القرارات علاقة برواتب القطاع الحكومي فإنه من المهم أن تواكب هذا الحدث الصحافة باعتبارها الأكثر تأثيراً في المجتمعات.
فالصحافة هي نبض الشارع وهي راصدة له وتشكل الرأي العام.
إذ لازال الإعلام الاجتماعي وأن بدا أكثر تأثيراً إلا أن الدراسات العلمية ما زالت تبحث في أخلاقياته ومهنيته.
لقد غابت الصحافة الورقية إلا عن نشر مقالات الرأي كما غابت الصحافة الإلكترونية إلا عن نشر الأخبار، والسؤال هل ماتت الصحافة؟ الأكيد أنها تحتضر إذ لا يوجد أي مواد صحافية تابعت هذا الحدث ورصدت آراء أفراد المجتمع حوله.
والأهم أنه لم يكن هناك مثلاً تمهيد عبر رسائل إعلامية مسبقة قبل نشر هذه القرارات التي تعتبر أكثر مساساً بالمواطن وبالتالي من المفترض أن يفهم أسبابها ولا يركن إلى تعليقات غير المختصين في الشأن الاقتصادي.
ولا ينهج الرأي العام منحى التأثير الانفعالي غير المرتهن بفهم للمرحلة وأسباب الترشيد ونتائجها.
بشكل عام أود الإشارة إلى إهمال الصحافة لدينا لصحافة الاستقصاء وهو ما تحدث عنه الأستاذ مسفر الموسى المحاضر في كلية الإعلام والاتصال والمتخصص في الأفلام الوثائقية الاستقصائية في حسابه بموقع تويتر حيث تساءل عن وجود أي مادة صحافية تناقش في صحفنا علاقة قرار تعديل البدلات والعلاوة برؤية 2030.
حيث يلفت النظر إلى أن الصحف تهمل العمل الصحفي مقابل دعم مقالات الرأي والتي هي تختلف في تأثيرها النخبوي عن الصحافة إذ أن النظريات الإعلامية الحديثة باتت تؤكد ضعف تأثير النخبة في المجتمع مقابل المواطن والجماهير.