ثامر بن فهد السعيد
تسعى حكومة المملكة العربية السعودية من خلال إطلاق رؤية المملكة 2030 لاكتشاف عناصر القوه التي تمتلكها هذه البلاد على امتداد أكثر من 2 مليون كم مربع فالأصل في رؤية2030الانتقال من عهد الارتكاز على المخزون الوطني المهم من النفط إلى استغلال عناصر الكنوز الأخرى في البلاد، ولا شك أن العنصر البشري أهمها، كذلك فإن الرؤية تهدف إلى استغلال الموقع الجغرافي والعمق الإسلامي لها في تنفيذ هذه الخطة، ولهذا أنشأت عددا من الهيئات والمجالس وجهاز للاستثمار.
انطلاقا من المساحة الشاسعة للمملكة والاهتمام الحكومي في استغلال كنوز الوطن أصبح لزاما على الجهات المنظمة ، المشرعة والممولة من الأجهزة الحكومية مثل وزارة العمل والتنمية، الطاقة، التجارة والاستثمار، هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة والبرامج الحكومية مثل تسعة أعشار والصناديق الحكومية القادرة على التمويل كصندوق التنمية الصناعي وصندوق الاستثمارات العامة أن يضعوا جميعا خطة شاملة يكشف فيها أولا عن مصادر القوة في كل منطقة من مناطق المملكة لتحفيز الشركات وشباب الأعمال لاستغلالها. فعلى سبيل المثال لم تكن وعد الشمال ومشاريع معادن هناك إلا استغلال للموارد التي وهبها الله لنا في المملكة، وتخيل معي عزيزي القارئ حجم الأعمال المساندة اللازمة التي ستنتعش وتنشأ عند وصول هذا المشروع لذروة الإنتاج، ولنتخيل أيضا عدد الفرض الوظيفية التي ستستحدث بسببها وينطبق هذا على كل منطقة من مناطق مملكتنا الحبيبة جازان والثروة السمكية فيها، الثروة السياحية في جنوب المملكة، القدرة على تعزيز الصناعات التحويلية في شرق المملكة، التركيز على السياحة الدينية في غرب المملكة وما تحتاجه من صناعات وخدمات مصاحبة فهذا موسم الحج ليس بسيطا والأرقام الضخمة لاتفاق الحجاج غير شاهد ودليل والعديد من الفرص والثروات المتاحة.
عند تولي دكتور غسان السليمان رئاسة هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة أشار في تغريده له نيته زيارة مناطق المملكة لمعرفة احتياجات المنشآت فيها والوقوف عليها، فإني أعتقد لزاما وجوب تواجد الجهات الحكومية الأخرى المعنية في تنشيط قطاع الأعمال والقطاع الخاص ضمن هذه الجولة فلن تستطيع الهيئة وحدها تقديم التسهيلات اللازمة لتنشيط المنشآت واكتشاف كنوز الأعمال في المملكة.
هذا ليس بجديد فالدول المتقدمة عملت على هذا ونجحت في تنشيط اقتصاديات مناطقها مثل ما يحدث في الصين وأمريكا لبناء كيانات اقتصادية كبيرة ومؤثرة. سيساهم تكاتف الجهات وعملهم ضمن خطة رئيسية واحدة للوصول إلى آلية من المحفزات والتسهيلات اللازمة لاكتشاف مكونات هذه البلاد الطيبة.