جاسر عبدالعزيز الجاسر
جلب ملالي إيران إلى بعض الدول العربية الكثير من المآسي، منها ممارسات وسلوكيات شاذة أقدم عليها من يتبعونهم ويدينون بالولاء لهم، ممن ينتمون طائفيًا ومعتنقي أيدلوجياته وأجنداته الطائفية والعنصرية، وقد شهدت سوريا والعراق ولبنان واليمن زخمًا كبيرًا في الممارسات الشاذة والسلوكيات المرفوضة وبالذات في مجتمعاتنا العربية وآخرها تجنيد النساء والأطفال للقتال في صفوف الميليشيات الطائفية.
في اليمن وبعد فقدان ميليشيات الحوثي للكثير من مقاتليها على يد الجيش الوطني اليمني والمقاومة اليمنية اتجهت قيادة الحوثي إلى تجنيد النساء اليمنيات قسرًا باقتحام المنازل وانتزاع الفتيات من أسرهن وزجهن في المعارك التي عادة ما تنتهي بإعادة جثث الفتيات إلى أهاليهن، كما دفعت الحاجة والعوز والفقر الذي شمل كل اليمنيين وبالذات في المحافظات، التي تحت سيطرة الانقلابيين، إلى تقديم بعض الأسر اليمنية فتياتهن للانخراط في صفوف ميليشيات الحوثيين، أولاً: لتأمين لقمة العيش بمبلغ زهيد وثانيًا: للنجاة من إجراءات الحوثيين التي تنتهي بإجبار الأسر على تقديم نسائهن لـ(التطوع) والقتال ضمن صفوف الحوثيين.
أما في العراق فقد انطلقت حملة (تطوعية) لتجنيد الأطفال في صفوف الميليشيات الطائفية التي ترسل (متطوعين) للقتال في سوريا، وقد ابتدع هذه الجريمة ميليشيات أبو الفضل العباس بزعم الدفاع وحراسة مرقد السيدة زينب في دمشق، وانتهى بالأطفال المتطوعين قتلى في ريف دمشق، والآن تقوم ميليشيا (النجباء) بجمع أطفال العراق وأغلبهم لا يتجاوز الـ14 من أعمارهم والزج بهم في المعارك التي تخوضها الميليشيات في سوريا وشكل أطفال العراق نسبة كبيرة من (فصيل النمر) الذي وصل تعداده إلى 2700 مقاتل يتبعون ميليشيا النجباء التي وصل (قائدها) الكعبي، وتشكل هذا الذراع الإرهابي بتعاون وتوجيه طائفي عراقي إيراني سوري، فبعد أن عمل المرتبطون بملالي إيران من المحرضين الطائفيين في أوساط الطائفة الشيعية على فرز فرق طائفية انشقت من الميليشيات الطائفية الأخرى وتكوينهم من جديد بصياغة أكثر تطرفًا، وعلى الرغم من أن الميليشيات الطائفية مثل منظمة بدر وعصائب أهل الحق وحزب الله العراقي أظهروا ولاءً وارتباطًا بتوجيهات ملالي إيران، إلا أن (عبقريات الإجرام والإرهاب) التي يتمتع بها قاسم سليماني أوجدت فئة من إرهابي الميليشيات الطائفية أكثر استعدادًا لارتكاب الإرهاب والجرائم وتنفيذها دون نقاش، وتم فرز هؤلاء الذين سموا بـ(الولائيين) تأكيدًا لولائهم للملالي وتم تدريبهم على يد مدربين إيرانيين، فيما تكفلت (هيئة الحشد الشعبي) بتقديم رواتب لهم باعتبارهم من منتسبي هذه الهيئة التي أدخلها حيدر العبادي ضمن تشكيلات القوات المسلحة العراقية، وقدم عسكر بشار الأسد المعدات القتالية من دبابات ومدرعات ومدفعية، إضافة إلى الأسلحة الفردية ليتكون جيش نصفه من المراهقين العراقيين والنصف الآخر من إرهابي الميليشيات الطائفية ليقوموا بقتل الشعب السوري وهم الآن على جبهة حلب، في واحدة من أكبر الجرائم الإرهابية بتمويل عراقي وتدريب إيراني وتجهيز أسدي، ليضيف ملالي إيران وعملاؤهم في بغداد ودمشق جريمة إضافية أخرى لتفكيك ونخر المجتمعات العربية.