إن حسن المواطنة لم تكن ولن تكون مجرد تلويح الأعلام وترديد الشعارات مرة كل عام وإن كان هذا ما يظنه البعض.. فحينما يحل 23 سبتمبر نخرج أعلامنا الخضراء وتقام الفعاليات بساحة المدرسة التي يلبس فيها الطلاب الثوب السعودي والفتيات الثوب الشالكي ملوحين الأعلام ومرددين الأناشيد الوطنية ثم ينتهي اليوم وتعاد الأعلام إلى مكان تخزينها حتى يحول دور إخراجها مرة أخرى بالعام التالي.
منظر اعتدناه كل عام ثم تسأل الطالب ماذا يعني لك اليوم الوطني فيجيب... إجازة!
إننا هنا نتساءل عن دور المعلمين في تشكيل شخصية المواطنين الصغار والناشئة الذين يكنون الولاء والانتماء لها ويسعى كمواطن معطاء تطويرها وتنميتها لتكون في مصاف الأمم.
أكثر من أي كلية أخرى في الجامعات تقع على كليات التربية مسؤولية عظيمة في تنمية المواطنة لدى الفرد من خلال تشكيل فكر واتجاهات المواطن. فإعداد المعلم بالكلية ينقسم إلى ثلاثة أهداف: الإعداد المهني، الإثراء والتأسيس التخصصي، وأخيراً، وهو ما نختلف فيه عن غيرنا من الكليات وهو صقل شخصية المعلمين والمعلمات الذين سيكون لهم دور مباشر وعظيم في تشكيل وتوجيه فكر ملايين المواطنين وبناء اتجهاتهم نحو مجتمعهم وحكومتهم ووطنهم.
الإخلاص للوطن هو لب المواطنة ويعرف بأنه الاتجاهات الإيجابية التي تترجم إلى ولاء وانتماء لأرض ودولة.
إن هذه المشاعر التي يكنها الفرد لبلده هي المحرك الأساسي لخدمته والذود عنه بلسانه ويده. فلا غرابة إن كانت «تنمية روح المواطنة» من أكبر القضايا التي شغلت الحكومات والمحرك الأساسي لتصميم البرامج التعليمية التي تزرع وتنمي هذا الحس لدى المواطن. ولتكن هذه البرامج فعالة ومحققة للأهداف التي أنشئت من أجلها كان لا بد أن يكون التركيز حول ثلاثة محاور رئيسة:
1 - بناء الاتجاهات نحو الوطن.
2 - اكتساب المعارف حول الوطن.
3- تنمية السلوكيات الإيجابية التي تعكس قيم المواطن ومبادئه.
وحول هذه الثلاثة محاور يجب أن تكرس جهود المعلم مع طلابه.
فحب الوطن مشاعر لا يمكن أن يشعر بها الفرد ما لم يتعرف على هذا الوطن وتاريخه وموارده وأجهزته والحقوق التي يتمتع بها من خلال الخدمات التي تقدم له. ثم تترجم هذه الاتجاهات الإيجابية إلى سلوكيات تعكس هوية المواطن السعودي. فكما للمواطن حقوق فعليه واجبات هي المحافظة والبناء.
فالمحافظة على الممتلكات مواطنة! والتقيد بنظام الدولة مواطنة!
وممارسة الذوق العام في التعامل مواطنة! وترشيد الاستهلاك مواطنة!
والمساهمة في التنمية الوطنية مواطنة! وهي في الأول والأخير تعاليم ديننا الحنيف... أمرنا بها وعليها بنيت حياتنا فهنيئا لكم أيها المعلمون بهذا الشرف العظيم في بناء الوطن والمواطن ودمت يا وطني بكل عز وفخر..
- د. سارة بنت عمر العبدالكريم