علي الصحن
مرت أربع جولات من الدوري السعودي، ولعب كل فريق أيضاً في مسابقة كأس ولي العهد، وفي كل مباراة يتبين للمتابع الرياضي فشل مراحل الإعداد والمعسكرات الخارجية، وأن كل ما يقال عن نجاحها مجرد كلام لا قيمة له في النهاية، فالشكل الذي ظهرت به معظم الفرق يؤكد أنها والقائمين عليها في واد، ونجاح المعسكر في واد آخر!!
فرق مثل الهلال والنصر، لم تظهر حتى الآن بالشكل الذي ينشده أنصارها، فيما تتضارب مبررات القائمين عليها، والهلال بالذات لم يجد بداً من تسريح مدربه ماتوساس في تأكيد على ما ذهب إليه جمع من محبي النادي يوم إعلان التعاقد معه، من أنه ليس ضالة الهلال، وأن مسيرته تشي بأنه لن يستمر طويلاً مع الفريق.
عندما يقيم الفريق معسكراً خارجياً يمتد لأسابيع، ثم يواصل رحلة إعداده في الداخل، ثم يعجز عن تقديم ما يقنع متابعيه، وفوق ذلك يتبين فشل خياراته الأجنبية، كلها أو جلها، وتأتي نتائج مبارياته لتوثق هذا الفشل، ويجمع متابعوه ومحبوه بأن الحال لا يسر، وأن الوضع لم يتغير، فهذا معناه أن المشكلة إدارية بالدرجة الأولى... فالإدارة هي من تختار المدرب واللاعبين الأجانب والمحليين، تختارهم أو توكل من تثق بهم لهذه المهمة، وعندما يفشلون ويرهقون ميزانيات الأندية، فإن الإدارة ومن وثقت بهم مسؤولون عن ذلك، كما يحسب لهم النجاح في الاختيار عندما يحدث أيضاً.
المعسكرات الخارجية، وهي أمر تحدث عنه كثيرون خاصة في ظل الأزمات المالية التي تواجه الأندية دون استثناء، وهؤلاء يرون أن هذه المعسكرات ما هي إلا ترف لا أقل من ذلك ولا أكثر، ويستدلون بالمحصلة النهائية لها، وبالفرق التي تلعب معها أنديتنا ودياً، وهي في غالبها فرق شركات تكشف حصيلة الأهداف حقيقتها.
والسؤال الآن هل هناك تقارير (حقيقية) مبنية على أسس علمية واضحة، تعدها إدارات الكرة يومياً عن هذه المعسكرات؟ وهل تجرى قياسات حقيقة تكشف جودة ما يقدم في هذه المعسكرات ومدى استفادة اللاعبين منها؟؟ وهنا يتبين أيضاً أن المشكلة إدارية بالدرجة الأولى.
الشكل الذي ظهرت به بعض الفرق العائدة من معسكرات خارجية، ثم من فترة توقف طويلة بعد جولتين، يؤكد أن العمل الفني والإداري في الأندية أقل من المطلوب وأدنى من المؤمل، وأن البحث عن مبررات مبكرة، يكشف أن القادم لن يكون بأجود من الحاضر، وأن مداواة علة ومحاولات ستر أخرى سيكشف عللا أشد، وعلاجها بالمسكنات لن يفيد، وأن العمل الإداري - قبل الفني - فيها ليس بالشكل المطلوب.
لا بأس أن يعترف القائمون في الأندية - كل الأندية - بخطأ قراراتهم وفشل اختياراتهم عندما يحدث ذلك.. عندما يُلغى عقد مدرب أو يجلس لاعب أجنبي على كنبة البدلاء، فليس معناه أن هذا المدرب أو اللاعب فاشل فقط، بل إن من اختاره فشل في مهمته أيضاً!! كما أن البحث عن مبررات لفشل أولئك، لا يعدو كونه هروباً من مواجهة الواقع لا أقل من ذلك ولا أكثر!!
الاعتراف بالخطأ ومحاولة مداواته كما يجب، هي بداية التصحيح والسير في الطريق الصحيح، أما المكابرة ومحاولات رمي أسبابه على الآخرين والانسلاخ منها، فليس إلا تمهيداً لسقوط جديد، وفشل يتدحرج مثل كرة ثلج، فهل يبصر القائمون على الأندية ذلك؟
مراحل... مراحل
في ديربي جدة، قال الحكم صلوي إن المشكلة ليست دائماً في الحكام، بل في اللجنة التي تختارهم وتشرف عليهم، وتصدر قرارات تكليفهم، وتقيم عملهم!!
في القنوات الفضائية... أصبح تقييم الحكام وتحليل أخطائهم تجارة رائجة، وكل محلل يحلل على هواه ويغني على ليلاه، مع أن القانون واحد والحالات نفسها واحدة!!
فشل في التحكيم وفشل في التقييم وفشل في التحليل...!!
من المضحك أن يحاول المحلل التحكيمي إقناعك بوجود خطأ غير موجود، فقط ليرضي من يصفقون له، ويدافعون عنه ويشاركونه الميول، أما الأمانة والصدق فلا حساب لهما.
ما كان البعض يظن - من باب حسن الظن - أنها أخطاء عفوية، ظهر أنها أخطاء متعمدة، هدفها الإضرار بمنافس لمصلحة آخر، والأيام ربما تكشف المزيد من البلايا.
منذ أن سمعت وكثيرون غيري بخبر عودة المدافع الخبير من جديد، وهناك قلق على مستوى الدفاع ككل، وها هي المواجهات تكشف أن ذلك القلق في مكانه.
تعلن تشكيلة المنتخب، وبعد يومين فقط يتم استدعاء لاعب جديد... وهو ما يكشف العمل الارتجالي لدى الجهازين الفني والإداري للأخضر.
ألا يخجل بعض الإعلاميين الرياضيين أمام زملائهم وأسرهم وأصدقائهم وهم يتصدرون مشاهد الكوميديا الفضائية كل مساء؟؟