حمد بن عبدالله القاضي
لو استعرضنا أسماء الجيل الأدبي من الذين سبقونا لوجدناهم «أدباء حقاً»، فهم لا يدخلون حرم الأدب إلا وهم مدججون بالثقافة الواسعة، وإجادة عدد من الفنون الثقافية، فضلاً عن بذرة القدرة على الكتابة.
انظروا لهذه الأسماء تجد كل واحد منهم يبدع في أكثر من فن.
هذا علامة الجزيرة «الشيخ حمد الجاسر»: مؤرخ وأديب وشاعر، وهذا الرائد «عبدالله بن خميس» من مثله: أدباً وتاريخاً وإبداعاً شعرياً ونقداً، وهذا الأديب الكبير «محمد حسن عواد»: شاعر وكاتب وناقد، وهذا الأديب «عبدالله بن إدريس»: ناقد وشاعر ورئيس تحرير وهذا المؤرخ محمد حسين زيدان كاتب تُرقصك حروف مقالاته وأخيراً غازي القصيبي بكل مواهبه الثقافية شعراً ونثراً، أما في الجيل الذي تلاهم وما بعدهم فمع الأسف صار «الأدب حمى مباحاً» يلج إليه من يعرف ومن يهرف، ومن يقيم بيت شعر يصدر ديواناً ومن لا يفرق بين الألف وعمود التليفون يطلق عليه «مبدع»!
لهذا هانت الكلمة الأدبية على المتلقين «ولو أن أهل العلم كرموه لكرّمنا».
=2=
هل نكلف الأيام فوق طباعها؟:
كم تحنُ "النوارس" إلى شواطئها.. يجد الإنسان نفسه -أحياناً- مشدوداً إلى أشيائه البسيطة التي تعايش معها حيناً من الدهر مذكوراً.
يحنُ إليها حنين الخلوج لولدها.. ويجاهد من أجل أن يتذوق عذوبة ريّها.. ودفء لحظاتها عندما كان كل شيء بسيطاً.. بسيطاً.
وتمضي الأيام..!
ما بين صهيل الفرح في أيامك الغابرات والحاضرات.. وبين صليل الشجن في أعماق الذات.. تسافر من هجير إلى ظل.. ومن صحراء إلى خمائل.
وتلك هي رحلة الحياة..!
محطات من أفراح وأشجان.. من أنهار ونهارات.. من أنغام تجعل البهجة تسك دواخلك إلى أنغام تفجر الألم في نفسك.
وما أحلى الحياة عندما تكون ساعاتها رخاء.. ونهاراتها أفراحاً.. ولياليها أنساً.. وما أمرّها عندما تقلب ظهر المجن فتكون لحظاتها تعباً.. وساعتها كمداً.
ومع كل ذلك، ومع كل رغبتنا في التغيير لا نقدر أن نكلف الأيام فوق طباعها.. لا بد أن نقبلها بريّها وظمئها.. بأنسها وشقوتها..!
=3=
آخر الجداول
** للشاعر خالد الفيصل:
((ولاني بندمان على كل مافات
أخذت من حلو الزمان ورديه
هذي حياتي عشتها كيف ماجات
آخذ من أيامي وارد العطيه..)).