عثمان أبوبكر مالي
وددت لو أني شاهدت السيد بيرت فان مارفيك (المدرب الهولندي المعروف) وهو يحلل المباريات في القنوات الفضائية الهولندية؛ لأعرف تحت أي مسمى يقوم بذلك!
أعرف أن القنوات الفضائية تعاقدت معه للعمل معها بصفته (خبيرًا) فنيًا ودوليًا درب المنتخب الهولندي وأندية كبيرة، لكن المدرب أصبح منذ (أكثر من عام) في وظيفة جديدة، بعد أن اتفق معه الاتحاد السعودي لكرة القدم في شهر أغسطس 2015 لتدريب منتخبه، وبالفعل من بعد ذلك التاريخ ظهر مارفيك على مقاعد (المدير الفني) للأخضر السعودي في كل المباريات التي لعبها، ولكن هل أضاف المسمى الجديد في (سيرته الذاتيه)؟!
عند البحث في النسخة العربية من الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) لا يوجد شيء من ذلك، فقط سطر واحد في التعريف بالمدرب وميلاده والفرق التي دربها وعبارة: (تم الإعلان رسميًا أواخر شهر أغسطس من عام 2015م أنه سيقوم بتدريب المنتخب السعودي لكرة القدم) ربما لم يتم تحديث المعلومات منذ ثلاثة عشر شهرًا، وقد لا يفعل المدرب ذلك، لأنه لا يريد في الوقت الراهن أن يضيف (تجربته الجديدة) إلى سيرته العملية قبل أن تنتهي ويحكم على نجاحها من عدمه، وهي تجربة التدريب بـ(المراسلة) فالمعلومات التي أصبحت مشاعة؛ تقول إنه ليس مارفيك وحده من لا يوجد في المملكة ولا يتابع الدوري السعودي، وإنما حتى مساعده الأول غير موجود، والمدرب يؤدي ما يقوم به من خلال (الإيميلات) التي تصله من (فريق العمل) الموجود في المملكة، وأكيد أنهم يستخدمون وسائل (التواصل الاجتماعي) الأخرى في إرسال المعلومات والتفاهم معه لتكتمل التجربة.
والواضح أن المدرب لا يشاهد أي من مباريات الدوري السعودي على الهواء، حتى والنقل لا يزال مفتوحًا وبالمجان، إِذ لم يتم التشفير بعد (!!)
تجربة مارفيك (الجديدة) لم تقف بطبيعة الحال عند التدريب بالمراسلة، وإنما يتوجها بأسلوب جديد في استدعائه للاعبين، إذ يعتمد (كما يبدو) في اختياراته على قائمة سجلها للاعبي الدوري المحليين من خلال أول مشاهدة لهم، في بداية عقده وأصبحت بناء على ذلك كل القوائم التي يسميها واللاعبون الذين يستدعيهم تتم (بأثر رجعي)!!
كلام مشفر
* كان مفهومًا عندي أن يعتمد المدرب على (فريق عمل) يؤدي المهام والأدوار المطلوبة في المرحلة، أو السنة الأولى من عقده مع الأخضر، على اعتبار عدم تخلصه من (الالتزامات) والعقود التي ارتبط بها قبل المفاوضات وحتى الاعتماد والتوقيع.
* لكن استمرار ذلك بعد الفترة الأولى و(تمديد) العقد الذي تم في أواخر شهر أبريل الماضي يعني أن قرار المدرب استمر ونظرته لم تتغير وبنود العقد لم تختلف إلا من نواحي الأصفار (المليونية) وعدد المساعدين والفترة الزمنية.
* الاختيار بأثر رجعي هي التي أوجدت (الغرائب والعجائب) في القائمة الأخيرة للمنتخب، من وجود لاعبين مبتعدين ولاعبين احتياط، بل ولاعبين مصابين، وتجاهل لاعبين برزوا وقدموا أنفسهم بقوة، وكانوا نجومًا يستحقون العناية بهم.
* قد يستدعي المدرب بعض الأسماء واللاعبين البارزين في مرحلة قادمة، ربما استجابة للضغط الجماهيري والمطلب الإعلامي أو لتدخل إداري، أو حتى لامتصاص الغضب العارم، ولا يفعل ذلك للاستفادة الحقيقية وإشراك اللاعب والمثال عبدالمجيد الرويلي.
* التدريب بالمراسلة اعتقد أنه أمر لا يحدث في أي مكان في العالم، وكذلك الاختيار بأثر رجعي، والأخضر السعودي ليس صغيرًا إلى هذا الحد، وليس مقبولاً أن يكون حقلاً للتجارب، وفي هذه المرحلة المهمة من مشواره في تصفيات كأس العالم.
* استمرار الاستدعاءات بأثر رجعي لا يحبط فقط اللاعبين النجوم والمواهب الصاعدة الواعدة التي تتطلع لخدمة منتخبها، وإنما يؤثر على القميص الأخضر وينزل قيمته، ولا بد أن يصبح المدرب (مقيمًا) بيننا يرى كل المباريات ويشاهد كل اللاعبين، ويستمع إلى نبض الجمهور وآراء الإعلاميين والفنيين المتابعين.
* من أبجديات العمل الفني لدى المدربين الكبار في المنتخبات أن اللاعب الاحتياطي في فريقه (عادة) لا يرتدي قميص منتخبه، وكم من لاعبين (نجوم) غادروا فرقهم (العالمية) وألغوا عقودهم (الكبيرة) لوجودهم على دكة البدلاء من أجل ألا يخسروا قميص المنتخب.
* لاعب موهوب وصاعد بجاهزية بدنية وفنية كاملة؛ يقدم وأولى من لاعب نجم كبير لكنه غير جاهز أو حالته البدنية ضعيفة أو غير مكتملة، ناهيك عن أن يكون (معطوبًا) ومتوقفًا أو قليل المشاركة، وناقص الطموح.
* تجربة اختيار لاعبين مبتعدين عن اللعب حدثت من قبل في أحد منتخباتنا، وتم إشراك بعضهم في مباراة، لكنهم بين الشوطين استرجعوا (طرشوا) فاضطر المدرب إلى تغييرهم (حقيقة وليس نكتة)!