«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
تعاني الكرة السعودية بشكل عام من المدربين الذين يأتون لها ويرحلون وهم لم يقدموا شيئا يذكر، وتعاني الكرة السعودية على مستوى الأندية من كثرة تغيير المدربين الذين في نهاية كل موسم يصبح عدد المبعدين منهم كبير جدا، ولا يمكن تصديقه، وهذا الأمر أصبح ملاحظا في السنوات الخمس الأخيرة.
الجزيرة طرحت القضية على عدد من الخبراء الرياضيين وسألت عن الأساس الذي تختار الأندية بناء عليه مدربيها، فكانت البداية مع الأستاذ عبدالعزيز عبدالعال الذي أكد بأن الأندية تختار مدربيها بناء على موقع المدرب مع ناديه، وعلى أساس المباريات التي خاضها والنتائج التي حققها، وكم مباراة فاز فيها، واسمه، وموقعه التدريبي، وأضاف: «من هنا يأتي الغش، فهم لا يرون شخصيته، ولا العيوب الاجتماعية التي تحيط به، وخذ مثلاً مدرب الأهلي الحالي قوميز الذي لخبط في التغييرات، وأقول للأهلاويين أعيدوا شريط مباراة فريقكم مع الاتحاد لتعرفوا الحقيقة».
وأشار عبدالعال بأن قصة السماسرة انتهت، ولم يعد لهم مكان في ظل الانفتاح الفضائي والسفر والتشعب، وقال: «أود أن أذكر هنا بأنني حينما رأست نادي الأهلي كنت دائماً استنير برأي الأمير نواف بن محمد في المدربين واللاعبين».
لا بد من تشكيل لجنة فنية لتختار المدربين
من جهته، شدد الأستاذ خالد العجلان رئيس نادي الطائي السابق بأن مشكلة اختيار المدربين هي اعتماد النادي على شخصية رئيس النادي فقط، وقال: «رئيس النادي هو من يختار ويوقع ويفعل كل شيء بعيداً عن رأي الفنيين لديه، ولذلك تجد اختيارات الأندية عشوائية، ويأتون بسمسار ليختار لهم، وفي النهاية يكتشف بأن السماسرة خدعوه، وليس أمامه إلا إلغاء العقد».
وأضاف: «لو كانت عملية اختيار المدربين فيها انضباطية لما حصل ماحصل، ولو كل ناد شكّل لجنة برئاسة رئيس النادي ومعه ثلاثة أشخاص فنيين لما وقعوا في مشكلة، ولاختار الفنيون مدربا يصلح لتدريب الفريق بحسب إمكانياته».
وأشار العجلان بأن تعاقدات الأندية مع المدربين يكون عشوائيا ومتخبطا بدليل التغييرات التي نراها الآن وكل موسم ونحن نراها».
وتابع: «التفرد بالرأي لا يصلح، ووجهة النظر الوحيدة أضعف من وجهات النظر الثنائية والثلاثية، وكل مازاد عدد وجهات النظر كان القرار أقرب للصحة».
وحمّل العجلان مشكلة التعاقد مع المدربين ومن ثم إلغاء عقودهم لرؤساء الأندية، وقال:»يفترض أن يكون اختيارات المدربين واللاعبين الأجانب فيها تشاور، بينما الواقع العكس، والرئيس دائما مايكون متفرد بالقرار، وعلى المستوى الشخصي أعرف إداريين في الأندية يقولون بأنهم أحيانا يتفاجؤون بقرارات التعاقد سواء مع لاعبين أو مدربين».
الأندية تنظر لإنجازات المدربين والسماسرة نظرتهم مادية
من جانبه، أوضح الأستاذ محمد السراح رئيس نادي التعاون وعضو الاتحاد السعودي لكرة السابق بأن الأندية تبني اختياراتها على (CV) المدرب بالدرجة الأولى، وقال: «الأندية تنظر لإنجازات المدربين وما حققوه وسيرهم الرياضية وخبرتهم، أما الجانب الآخر فالأندية تتبع لبعض، فحينما ينجح مدرب من أوروبا تتبعه كل الأندية، وهذا خطأ، والجانب الثالث يدور حول السماسرة ووكلاء الأعمال الذين يعرضون عددا من ملفات المدربين وتُدرس من قبل الإدارات، ولكن تبقى نظرة السماسرة مادية أكثر من أي نظرة أخرى».
وأضاف: «أحيان تكون اختيارات الإدارات صحيحة، ولكن حينما يصل بعض المدربين للسعودية لا يتأقلم على الأجواء ولا تعجبه، وقد ينصدم باللاعبين أو العادات والتقاليد لدينا، ولذلك بعض المدربين يحاول أن يفسخ عقده بأي وسيلة مثل لخبطة التشكيل أو الخطة حتى يفسخ النادي عقده، وهذه مشكلة تعاني منها الأندية، فسلاح المدربين في هذا الجانب أكثر قوة من سلاح الإدارة».
وتابع السراح: «نحن لدينا مشكلة في عقود الأندية مع المدربين، فالعقود لدينا لا تُربط بها النتائج السلبية بينما تُربط بها النتائج الإيجابية، وهذا خلل يجب أو يُعالج ويُصحح، ويجب أن تُضاف سلبيات النتائج، ويجب أن يكون هنالك شرط بحيث لا يحق للمدرب المطالبة بالشرط الجزائي في حال أُلغي عقده قبل أن يُكمل ستة أشهر».
يجب منع الأندية من التعاقد
من خلال السماسرة
من جهة أخرى، أعاد الدكتور فهد القريني نائب رئيس نادي الشباب السابق بأن مشكلة اختيارات المدربين واللاعبين الأجانب إلى السماسرة، وقال: «السماسرة يلعبون بشكل كبير على أنديتنا، وهم مشكلة الكرة السعودية، وهم من ورطوا الأندية في مشاكل مالية كبيرة جدا».
وأضاف: «أحيان كثيرة يسمون السماسرة (وكلاء لاعبين)، وهذا كلام فاضي، هم سماسرة لا يقومون إلا بمجرد التفاوض وينتهي بعد ذلك دورهم مع المدرب أو اللاعب».
وتابع القريني: «الأندية السعودية لا يوجد فيها مدير فني يستطيع تحديد احتياجات النادي سواء من لاعبين أ مدرب، وهذه مفقودة على مستوى كافة الأندية السعودية، ولذلك أصبحوا يعتمدون على السماسرة وعلى مايأتيهم من السماسرة من مقاطع الفيديو».
وختم القريني حديثه بمطالبة لجنة الاحتراف السعودية واتحاد القدم بوضع حد لهذه المسألة، وقال:»عليهم إيجاد آلية معينة لمنع تعاقد الأندية مع اللاعبين والمدربين من خلال السماسرة، ولا بد من أن يشترط تواجد مدير فني في كل ناد».