سعد الدوسري
في دول العالم المتقدِّمة والدول المتحفِّزة للتقدّم، يتبوأ التعليم المكانة الأرقى في قائمة الاهتمام الرسمي، إذ إن الدولة تصنع من خلاله رجالها ونسائها الفاعلين، والذين بدورهم سيصنعون مستقبل البلاد كلها. لذلك، لن تكون في ملف التعليم لديهم أية أزمات أو صراعات أو خلافات. لن يكون لديهم عجز بشري أو مالي، أو تردٍ في مستوى المباني والبنى التحتية والطرق، أو فساد في المشاريع؛ كل هذا محرّم على قطاع التعليم، لأنه صلب حياة الفرد والمجتمع والدولة. ومن هنا، نجد المخرجات التعليمية في هذه الدول متطورة جداً، مما ينعكس على المنتجات الوطنية، في كل المجالات الصناعية والزراعية والتقنية والفكرية.
لا بد لنا أن نخلِّص تعليمنا من الصراعات والخلافات الفكرية أولاً. ما ذنب الطلبة والطالبات الذين لا يجدون أمامهم سوى مناهج مُختَلَف عليها. يؤيِّدها البعض، ويمزِّقها البعض؟! ما ذنب التعليم في العجز المالي، أو في نواقص الكوادر أو عدم تأهيليها؟! ما ذنبه في عدم قدرة مسؤوليه على توفير بيئة مدرسية مناسبة؟! ما ذنبه في فقر المناخ الذي يعمل فيه المعلمون والمعلمات، داخل وخارج المدن؟! ما ذنبه في تحوله إلى سلعة تجارية بأيدي تجار المدارس الأهلية؟!
إن المهرب الوحيد للتعليم، تحريره بإرادة سياسية، ممن يحاولون غرسه في الماضي، ومن ثم تخليصه من كل هذا الترهل الإداري المزمن، الذي نجح في رسوب التعليم.