«الجزيرة» - روما:
تشكّل إيطاليا فضاء ثقافيا متميزا في الساحة الأوروبية لما يزخر به البلد من مخزون حضاري عريق، فضلا عما يشهده من تميز على الساحة الفنية العالمية. وقد انعكست تلك العوامل وغيرها على كثافة أنشطة الدبلوماسية الثقافية للمملكة سعيا لتوطيد أواصر الصداقة بين البلدين. وبوصف الملحقية الثقافية السعودية في إيطاليا أحد الأجهزة المتخصصة التابعة لوزارة التعليم، وباعتبارها حلقة وصل ثقافية وعلمية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيطاليا ودول الإشراف اليونان ومالطا، التي تم إنشاؤها سنة 1971م، لتُعرِّف بما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من تقدم حضاري وعلمي وتقني، وهي تعمل تحت مظلة سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى إيطاليا. وبهدف التوسع في أنشطتها وفتح آفاق جديدة للتعاون، فقد انتقلت الملحقية إلى مقرها الجديد عام 2014م بقرب مبنى سفارة خادم الحرمين الشريفين بروما كمعلم حضاري ومركز إشعاع.
تقوم الملحقية الثقافية بدعم متواصل من ولاة الأمر، حفظهم الله ورعاهم، في إطار التواصل وتمثيل جهات الابتعاث من جامعات ووزارات ومؤسسات حكومية بالمملكة لدى المؤسسات التعليمية والثقافية الإيطالية واليونانية والمالطية، بالإشراف على الطلبة المبتعثين السعوديين والدارسين على حسابهم الخاص داخل هذه الدول، الذين يدرسون في كل المراحل الجامعية وفي شتى التخصصات العلمية، كما تقوم الملحقية بتوفير الخدمات للطلبة بالجامعات في جميع النواحي المتعلقة بالإرشاد والتوجيه ومساعدتهم في دراستهم وتدريباتهم وتذليل العقبات التي تواجههم وفقا للأنظمة والتعليمات.
وللنهوض بأعمال الملحقية من الجانب الثقافي ولتحقيق أعلى مستويات الإنجاز والتميز، فقد بادرت الملحقية بتنفيذ برامج ثقافية تتم داخل مبنى الملحقية أو خارجها بالتنسيق مع مؤسسات تعليمية وثقافية وحكومية داخل البلد من مكتبات وجامعات.
وفيما يلي بعض المبادرات والبرامج التي نفذتها الملحقية خلال فترة الثلاث سنوات الأخيرة:
المشاركة في المعرض الدولي للكتاب بمدينة تورينو للمرة الثالثة على التوالي.
ترجمة عدد من الكتب عن التراث والأدب وكتب الأطفال من اللغة العربية إلى اللغة الإيطالية التي تربو عن 20 كتاباً.
تنفيذ برنامج الصالون الثقافي الشهري، بهدف التواصل الثقافي بشكل أقرب من أجل دعم التوجيهات الكريمة الرامية لدعم الحوار بين الثقافات وأتباع الديانات الأخرى، حيث يتم دعوة عدد من المفكرين والأساتذة لمناقشة موضوعات ثقافية بحضور طلبة وطالبات، ويشارك في فعاليات الصالون بعض من الطلبة.
تنفيذ دورة الإسعافات الأولية بالتنسيق من منظمة الصليب الأحمر الإيطالية، مخصصة فقط للطالبات والمبتعثات والطالبات من مدرسة الملك عبد العزيز بروما.
تنفيذ برنامج التطوع للطلبة المبتعثين، يتم فيه التنسيق مع جهات الاختصاص بإيطاليا لإعداد برنامج تطوعي للطالب أو الطالبة يتدربون من خلاله على ما يقومون به في دراستهم الجامعية وأيضاً داخل الملحقية حسب طبيعة النشاط ووقت الطالب.
وفي إطار ما تقوم به الملحقية الثقافية من أنشطة قامت بتنظيم دورة في تعليم مبادئ الخط العربي خلال العام الجاري شاركت فيها نخبة من الطلبة الإيطاليين والسعوديين وذلك لمدة شهر كامل داخل مقر الملحقية. كما شاركت الملحقية الثقافية في مبادرة بلدية روما العاصمة تحت عنوان «شهر الثقافة الدولية بروما» حيث شملت عدة مبادرات كعرض لوحات عن الخط العربي بقاعة المحاضرات بالملحقية وكذلك إظهار الجوانب الثقافية والمعرفية في المملكة. إضافة الى ذلك فقد تم تخصيص برامج استشارية بحكم التخصص في مجال الدراسات الاجتماعية مع الطلبة بشتى الوسائل المتاحة وبطريقة مهنية، تضمن تفرغ الطالب للدراسة وعدم انشغاله بأمور أو مشاكل أخرى يمكن حلها وكذلك تقديم برامج توعوية بشكل فردي أو جماعي.
نشير الى أن سعادة السفير له خبرة في العمل الصحفي مع جريدة الجزيرة، فقد كان أحد الكتاب لمدة ثماني سنوات بشكل أسبوعي، ولا شك أنها كانت تجربة ثرية ومفيدة وما كانت لتتم بهذه الصورة الطيبة لولا توفيق الله سبحانه وتعالى وتعاون المسؤولين في الجريدة.