فهد بن جليد
قبل عدة سنوات قامت الدنيا ولم تقعد، عندما وصف الصديق العزيز، والأخ الأكبر (جاسر الجاسر - مدير قناة الإخبارية حالياً)، المتعاونين في الإعلام السعودي (بالمُرتزقة) - المتعاون هو الإعلامي غير المُتفرِّغ - مضت الأيام، ونسي الإعلاميون السعوديون (الشتيمة)، وانتقل العم (جاسر) من صحيفة الشرق، إلى قناة الإخبارية، ولم يستطع التخلص من التعاون كُلياً؟!
لا تثريب في ذلك، فالحقيقة أن بعض المتعاونين هم (صحفيون حقيقيون) أكثر من بعض المُتفرّغين بمراحل، لأن الأمر برمته خاضع للموهبة، والقدرة على صناعة الخبر، وامتلاك الحس الصحفي، والأدوات المهنية اللازمة لذلك، والتفرّغ ليس من شروط (الاحتراف) حتى الآن، فما يهم هو أن يتفرّغ (رأس الهرم) لإدارة الفرق الإعلامية لتحقيق الأهداف، والناس (عاوزة تأكل عيش)، والإعلام والثقافة والفن في وقتنا الحاضر - لا تحقق ذلك - مثلما تفعل الرياضة؟!
التي يبدو أننا أصبناها - بعين - من كثر ما نتحدث عن مبالغ عقود (الاحتراف) والتفرّغ، إلا أن الأمر لم يعد كما نعتقد؟ فقد باتت الرياضة هي الأخرى تُعاني من (مُرتزقة جُدد) على الطريقة الجاسرية؟ ما تسبب في غضب الشارع الرياضي السعودي؟!
فلا يُمكن أن يكون منظر مُدرب مُنتخبنا الوطني السيد (فان ماريك) طبيعياً، وهو يُقلِّب رزقه (كمُحلِّل رياضي) للدوري الإنجليزي في إحدى القنوات الأوروبية، بدلاً من مُتابعة أداء اللاعبين السعوديين في مُباريات (الدوري السعودي) الهامة، وخصوصاً أن مُنتخبنا تنتظره في السادس والحادي عشر من الشهر المُقبل استحقاقات قارية هامة وحاسمة أمام أستراليا والإمارات، في مشوار تأهلنا إلى كأس العالم؟!
لا يُمكن أن نلوم الجمهور السعودي على حرقته وغضبه، فمن سمح لهذا المُدرب أن يتعامل معنا (بالقطعة) في كل مُباراة؟ ولا يمكن تجاهل من يقول إن التحليل هو أهم له من إدارة المُنتخب السعودي فنياً؟ بل هناك من ذهب إلى أن هذا أكبر دليل على أنه - لم ولن - يختار أسماء اللاعبين أصلاً ..؟!
بما أن الاتحاد السعودي وهيئة الرياضة لديهما هذه الثقافة التسامحية في تفهم ظروف وارتباطات (المتعاونين) معهم، فإنني على استعداد لتسخيِّر كل (أوقات الفراغ) لصالحهم، حتى لو أصبحت (مُرتزقاً) بالنظرية الجاسرية، ولكن الخوف أن يكونوا هم أصلاً (غير مُتفرِّغين)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.