حلب - وكالات:
تتفاقم معاناة سكان أحياء حلب الشرقية تحت وطأة الغارات الكثيفة التي تنفذها طائرات روسية وسورية منذ أيام، جراء ندرة الخبز والمواد الغذائية الرئيسية، والنقص في المستلزمات الطبية الضرورية، في وقت نددت دول غربية بما وصفته «جرائم حرب» تُرتكب في المدينة. حيث استهدفت ولليلة الرابعة على التوالي، عشرات الغارات بعد منتصف ليل الاحد الاثنين الأحياء الشرقية في مدينة حلب المحاصرة من قوات النظام السوري منذ نحو شهرين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان القصف اسفر الاثنين عن مقتل 12 مدنيا ما يرفع حصيلة القتلى منذ إعلان الجيش السوري الخميس بدء هجوم على الاحياء الشرقية للمدينة بهدف استعادة السيطرة عليها الى 140 قتيلا على الاقل معظمهم من المدنيين. وأوضح المرصد ان عدد القتلى في مدينة حلب ومحافظتها منذ تجدد القصف قبل اسبوع مع انهيار هدنة جديدة ارساها اتفاق بين واشنطن وموسكو، ارتفع بذلك الى 248.
وتزداد معاناة نحو 250 الف شخص يقيمون في الاحياء الشرقية مع شح إضافي في المواد الغذائية الرئيسية وارتفاع أسعار ما توافر منها. وتسببت الغارات بتوقف محطة ضخ مياه رئيسية عن العمل السبت، وفق ما أعلنت منظمة الامم المتحدة للطفولة «يونيسف».
وترتب الحملة الجوية الكثيفة ضغطا اضافيا على المشافي الرئيسية والبالغ عددها ثلاثة. ونقلت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» عن طبيب في شرق حلب يدعى ابو رجب ان «الجرحى ممدون على الارض والفرق الطبية المرهقة تعمل بأقصى قدرتها على التحمل»، لافتا الى ان نصف المصابين في المستشفيات هم من الاطفال.
وفي مناطق اخرى تم ادخال مساعدات الاحد للمرة الاولى منذ ستة اشهر الى اربع مناطق محاصرة هي مضايا والزبداني اللتين تحاصرهما القوات السورية في محافظة دمشق والفوعة وكفريا اللتين تحاصرهما فصائل معارضة في محافظة ادلب (شمال غرب) بحسب الاتحاد الدولي للصليب الاحمر. وفي حمص خرج الاثنين 131 مقاتلا معارضا مع عائلاتهم من حي الوعر آخر معقل للفصائل المقاتلة في المدينة، وفق ما اعلن مصدر في المحافظة، وذلك للمرة الثالثة منذ بدء تطبيق اتفاق بين الحكومة والمعارضة المسلحة في ديسمبر الماضي. وأسفر النزاع السوري عن مقتل اكثر من 300 الف شخص منذ 2011 بحسب المرصد السوري.