الشاعر عبدالله أحمد الأسمري:
في قصيدته «اختناق» يلوح للقارئ ببوادر شعر تخنقه حالات اليأس التي يمر بها الإنسان عادة، بل انه يتجلى في رسم هذه الصور، ليبعث ومن خلال هذا النص رؤية مستفهمة عن مآلات الوجع الإنساني.
فالاسمري ومن خلال هذه القصيدة يشرك الإنسان، وما حوله من مخلوقات وحيوات متنوعة، ليجعلها تشعر بمعاناته، وتتفاعل معه وفق مفهوم المعاناة العميقة؛ على نحو تمثلات الشاعر لأحزان مختلفة، كطائر القميري والشجر والحدائق والزهور والقلوب والمدن والليل وما إلى تلك التراسلات المتواصلة لمشاهد الفقد التي استبطنتها القصيدة وتوالت فيها مفردات خطاب الإنسان الذي يحمل الكثير من الهموم والمعاناة.. فلا يجد غير الشعر متنفسا يبوح من خلاله الكثير من الشجن والشدو الشعري المعبأ بصور التأمل.
حامد الاقبالي:
في نصه «ما حيلتي؟» يرسم فيه أبعادا تصويرية لمحطات حياتية مختلفة، ليجده القارئ وقد أتقن فن العوم في خصوصية المعاناة وتفاصيلها، ليتوارد النص على هيئة تقرير مفصل.
يبدأ الكاتب في تحذير القلب من مغبة الانسياق إلى الشوق العاصف بوصفه عالما شاقاً وعميقا.. فمن ارتمى فيه قد لا يجد طريقه للنجاة من معاناة أكبر، ليساوق الاقبالي لنا الكثير من الصور والمشاهد الإنسانية التي قد يمر بها أي إنسان، إلا أن وقعها قد يكون أليما وقاسيا حينما تكون هذه الصور من قبل الشاعر أو المبدع الذي قد يتفنن في رسم هذه الصور والمشاهد بلغة إبداعية سلسة، وبإيقاع يميل إلى الشعرية في والصف والتدوين، حتى إن القارئ يقف على نهاية النص متأملا لحظة الإفصاح عن رغبة دفينة بلقاء من يحب، ليختم الشاعر هذا النص على أمل وردي وجميل.
منال عبد العزيز:
في نصها «لأبدو أجمل النساء» تبث من خلاله لواعج المرأة، وهموم الأنثى.. لتكتب لنا لمحة مختصرة عن حالها، واستعدادها الأنيق في مجمل حياتها في الشكل والمضمون.
فتبرع «منال» في رسم هذه المقاربة بين استعدادها للقاء كامرأة تعاني وتتجمل وتتزين رغم لواعجها ومثبطاتها، لتسجل لنا لحظة جمالية في المظهر والتكوين، إلا أنها في مشاهد أخرى تحرص على أن يظهر الجانب المعنوي والمتمثل في هاجس الحب والود وعاطفة تنثال على النص، لنكون نحن القراء متتبعين وبشغف ودود عن نهاية محتملة للقاء الذي قد لا يأتي إلا أن المرأة تبرع في اقتفاء خطابها الجمالي، بل تراهن عليه كمنجز إنساني متميز.