اختلطت عشر أواخر العتق من النيران بنيران تلك المدينة زهرة الدنيا تشتعل، وأين كان ذلك الاشتعال بجوار قبرك يارسول الله يا حبيبي يا محمد بجوار جسدك الطاهر بجوار مسجدك عقروا مدينتك المنورة استباحوا حرمة وجودك وصدح المآذن وتراتيل الصائمين بحثوا عن بندقية فارغة رصاصها تالف ليطلقوها على مسجدك..
بجانب الروضة المضيئة تطاير جسده المشبع بالمخدر وأخذ أمعة أجساداً ذادت دون خبثه كيف سولت له نفسه أن يخدش المدينة هناك النار وفي قلوبنا الاحتراق... ضجت الدنيا بها وضج الإسلام وضجت نفوسنا وجعاً ليس لأنكم أبطالاً أنتم أجبن مما تتخيلون بل لأنها المدينة بكينا اعتذارا لرسول الله أن أعذرنا فخبثهم وتوافه مذهبهم لا يعرف لك قيمة عذرا.
يا قلب الأمة عذراً يا شفيع الخلق عذراً يا قطعة من الروح على ذلك الدخان الذي كسا سطح المدينة وصافح منارات الحرم وشوه وجه الصوم أتوا بذلك المعتوه وأخذوا يلقنانه درس النهاية أوهموه وصدق وهمهم أن بهذا ستكون الجنة.
أي جنة يا تافه النفس بتفجير مسجد رسول الله؟! أي جنة بنار غدر وترويع أمان وموت صائم؟! رأيتكم لم ترالسماء حتى تدوم أنتم منذ أن وجدتم وأنتم أطفال الجحور وأولاد الظلام والرذيلة كسرتم عكاز الأرض التي تذوقتم رزقها ونكرتم مطر تلك السماء بعد أن تعكزتم على معتوه فكر يظلكم ويغلوا بكم ويعدكم الجنة أن أحرقتم أوطانكم وقتلتم أهلكم وأرعبتم أصدقاءكم وغدرتم بولي أمركم...
لمن النار إذاً إن كانت الجنة لكم في يوم الحساب ستكون أرض المدينة خصمكم وشوكة الزقوم في حلوقكم لن نحلل من أجسادكم مثقال ذرة ولن نسامحكم ولن يغفر الله لكم بإذنه. بكيت بحرقة على وطني الأخضر وعلى صدور جندنا المجندين بالسلام والإسلام الله حسيبكم ويا وليكم إن كان الله حسيبكم ... وطني الذي سخر المال والولد وجند هذا البلد ووقف دون الحرمين ودون العالم الكاره أجمعين..
لم يحدث منك أي تقصير يا وطن هم سرقوا منا هذا الولد وأعادوا تدويره وروا له أن الجنة برائحة دماء جندك وأطاع أقوالهم ومات الولد واستشهد الجند ونهضت يا وطن أقوى وأكبر مما يعهدون أنتم يا سفلة من تستهدفون... وطن الوحي أم جند الوطن.
دخان المدينة لن يرمده في دواخلنا إلا اشتعالكم وأنتم تصرخون والنار التي توعدون ستمس أجسادكم.. إن لم تكن بنار الأرض فهي إذاً بنار السماء بكاء قلوبنا وجرح ولاتنا وغدر جنودنا أعدكم أنه بثمن وستدفعونه وأنتم كارهون.
- شروق سعد العبدان