رجاء العتيبي
طفنا السبت الماضي في زيارة عائلية ممتعة على مرافق قصر الحكم ضمن فعالية (جولة في قصر الحكم) التي نظمتها الهيئة العليا لمدينة الرياض بمناسبة اليوم الوطني 86 , كانت تجربة فريدة وأنت ترى المكان الذي تدير فيه المملكة الشأن المحلي والدولي، مكان مليء بالهيبة والعزة والسؤدد، لحظات ملهمة ونحن نعيش أجواء تعبق بالتاريخ العريق للمملكة العربية السعودية، وتعكس مدى التلاحم بين القيادة والشعب، وتبرز مستوى التطور الذي شهدته بلادنا.
رأينا عن قرب (مكتب) خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بلونه الفستفي, ذلك المكتب الذي صدرت منه أوامر عاصفة الحزم والأمل, ذلك المكتب الذي يتأثر لقراراته العالم, ما يجعلك تشعر بالأمن والسلام ويداخلك شعور بالفخر وأنت تنتمي لهذا الكيان العظيم.
أتيحت لنا في هذه الزيارة مشاهدة فيلم قصر الحكم، فيلم البيعة، فيلم أمراء الرياض، فيلم مجلس سمو أمير منطقة الرياض، فيلم وثائقي يحكي لمحات من سيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ أيده الله ـ وقد خصص لهذه الأفلام شاشات كبيرة بصوت نقي ومكان للجلوس.
وأثناء الجولة شاهدت الأسر السعودية معرض خادم الحرمين الملك سلمان عبر صور توثق مسيرته، ووقف الجميع في مكان مخصص لالتقاط الصور التذكارية، في حين شارك الأطفال في فعالية عدد من المسابقات والرسوم وتشكيل الورق وقراءة القصص.
وختمنا جولتنا العائلية بالتعبير عن مشاعرنا تجاه الوطن على لوحة جدارية وضعت في نهاية الجولة قلنا فيها (دام عزم يا وطن), فيما كتب الآخرون كلمات مليئة بالحب والامتنان لوطنهم.
ويعود تأسيس قصر الحكم إلى بداية الدولة السعودية الثانية عندما انتقل الإمام / تركي بن عبد الله ـ رحمه الله ـ إلى الرياض لتكون عاصمة لبلاده بدلاً من الدرعية، وقد سكن الإمام تركي قصر الحكم طوال فترة حكمه إلى أن توفي العام 1249هـ، وسكنه بعده الإمام فيصل بن تركي ـ رحمه الله ـ حتى وفاته العام 1282هـ، وقد زاد الإمام فيصل في بناء قصر الحكم عما كان عليه أثناء حكم والده الإمام تركي، كما ربط القصر بممر علوي يتصل بالجامع الكبير.
غير أن الميلاد الفعلي لقصر الحكم، كان في عام 1319هـ عندما استرد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن ـ رحمه الله ـ مدينة الرياض، وأطلق منها مسيرة تأسيس المملكة العربية السعودية وأمر ببناء قصر الحم في مكانه السابق.
وبتوجيه وقيادة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ أيده الله ـ حينما كان أميرا لمنطقة الرياض ورئيسا للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وضعت الهيئة العليا برنامجا لتطوير منطقة قصر الحكم، ساهم في إعادة المنطقة إلى ما كانت عليه كقلب نابض بالحياة وسط مدينة الرياض، ونجح ـ بحمد الله ـ في إعادة القيمة الذاتية والمعنوية للمنطقة على مستوى المدينة وعلى مستوى المملكة وعلى المستوى العالمي، كمنطقة استقطاب سياحي وثقافي.
فكرة الجولة فكرة رائدة ومبادرة رائعة لا نملك أمامها إلا أن نشكر المنظمين على جهودهم وعلى حسن الاستقبال ودقة التنظيم, ودام عزك يا وطن.