ناصر الصِرامي
نكبر وننضج ربما، بعد أن تمشي بنا وتأخذنا التجارب والسنين، ونعود مجدداً للاحتفاء بالوطن بشكل أفضل، وهذا هو الخبر الجميل الآن! والأهم أننا أيضاً أصبحنا نقوم وحدتنا الوطنية ونضعها كما يجب، لا شك أن الأحداث من حولنا، ومنذ اندلاع فوضى ما سمى بـ«الربيع العربي».. الذي لم يظهر لنا منه إلا الخريف!
لا شك أن وضع المنطقة من حولنا الآن، يشكل عاملاً مهماً لإعادة صياغة رسائل تغذية وشحن المواطنة وربط المواطن بالأرض والوطن وفق مصالح دائمة وحقوق وواجبات متبدلة، إلا أن يومنا الوطني يمر دون مبالغة سياسة، فالكثير من الجهد موزعاً بين عدة مبادرات، ومجهودك شخصية وهي من تغذي زرع البهجة الوطنية في عرس الوطن، وذلك أمر لا بأس به.. بل هو الأهم!
نحن من أجيال حرم عليها الاحتفال باليوم الوطني لبلادهم لأسباب تفوقت فيها الأيدلوجية المتطرف على أي قيمة وطنية، وتفوق خطاب الصحويين على الإنجاز التنموي!
لكن لنتذكر أن هناك جيلاً آخر، لم نعرف بعد ماذا يعنى له الوطن؟!، أو اليوم الوطني! وهو الذي ولد في عصر العولمة، والتدفق المعلوماتي، وتطور قطاع الاتصالات وتداخل شبكات الإعلام والإعلام الجديد، والإعلام الاجتماعي وشبكات التواصل الاجتماعي وعدد لا يحصى من التطبيقات والألعاب! أعني جيل الانفتاح الكوني المذهل والواسع والمتجدد، وهذا الجيل المتفوق بمهارته وحضوره الدولي، الجيل الراهن أو التالي من شباب وشابات الوطن وفتيانه، هل ما زلنا ننظر إليه كجيل أقل قيمة من السابق -كما عادة المقارنات العبثية بين الأجيال..!
لكن في احتفالات اليوم الوطني السعودي الذي لم تشرع له الأبواب على الواقع إلا في العقد الأخير، وبهذه المظاهر الوطنية، سبق التظاهر الإلكتروني كل حياء أو خجل حتى التقى العالم الواقعي والافتراضي بشكل مذهل، عكس فيه الجيل الجديد جدية التحدي في التعبير عن أبسط حقوقه.. فرحة المواطنة..!
وإن كانت بعض المظاهر الاحتفالية ليست مقبولة لدى القلة القليلة، إلا أن هذه القلة (المزعجة) -أحياناً-، لم تعد قادرة على مواجهة مشاعر الملايين المتحفزة للاحتفال بوطنها الكبير والعريض والمقدس!
في وجه الوطن، في وجه فرحه وآماله وجروحه وصعوده وعزه وحزمه، وفي مقابل كل ما هو وطني وللوطن، كل شيء يتطاير.... أما الزبد يذهب.. ووطن ينفع مواطنيه وخيره على الجميع.. سيبقى.. وسيبقى جيل بعد جيل يرفعه إلى مكانته وحجمه المستحق.. حيث المستقبل.. والتاريخ أيضاً..!