أحمد المغلوث
منذ كنت فتى صغيراً وأنا مثل غيري من الفتيان في بلادنا وغير بلادنا من الدول العربية كنا بانتظار القصف وهدير الدبابات. وأزيز الرصاص. كنا ننتظرها معركة ضد العدو وبالتالي تطلق المدافع في اتجاهه فهو يحتل الجولان. أراضيها الطيبة. فإذا بالخبر يقول إنها معركة في اتجاه صدور المواطنين المسالمين والمعارضين لنظامه الغاشم. أطال الله في أعمارنا وبتنا نشاهد كيف يقتل الأخ أخاه. ولنقرأ ونشاهد عبر مختلف الوسائل الإعلامية كيف سوريا تدمر بيد نظامها. وكيف بات « نيرون دمشق « يسترخي باسما وهو يشاهد حلب ومدن أخرى وهي تدمر في مسلسل بات يوميا. غارات عنيفة يشنها الطيران الروسي والسوري على مناطق.. أمن أجل نظامه الفاشي. نظامه الدموي والغير إنساني.. يستمر في غيه. وهوسه الجنوني بالحكم والاستمرار فيه. كيف يستطيع هذا الرجل أن ينام ملء جفونه وهو يسمع صرخات الأرامل والأطفال الجرحى من أبناء شعبه. كيف يستطيع متابعة الإعلام الحديث وهو ينقل إليه وعبر مختلف الوسائل والوسائط ما يقوم به طيرانه وحليفته روسيا وإيران وغيرهما من المرتزقة وتجار الحروب. المدافع والبراميل العنقودية التي تستمر في عرض عضلاتها وقوتها أمام مواطنين عزل مواطنين دفنوا تحت الأنقاض أحياء. يا الله كيف يسمح له ضميره وهو الطبيب كما يقال أن يستمر صاحبه في مسلسله الدموي والوحشي والهمجي ليموت العجائز والنساء والأطفال تحت جدران بيوتهم وشققهم المتواضعة. نخجل من أنفسنا كعرب ومسلمين. ونحن نعلم أن ما يحدث في سوريا العربية. سوريا التي كانت يوما ما. معروفة بشعاراتها التي تحث على العروبة والإنسانية. والنضال من أجل الحق. والديمقراطية بين القيادة والشعب. ترى ألا يخجل هذا الرئيس الدموي أن ينظر إلى وجهه في المرآة.. كل مياه نهر بردى الدمشقي لا يستطيع أن يمسح الدماء التي تلطخت بها يداه. ودماء الأبرياء من أبناء سوريا الحرة.. سوريا العروبة والإسلام.. وليس المهم كيف بدأت الحرب أو كيف حدثت المقاومة ضد هذا النظام الجائر. المهم يجب أن يتحلى هذا الرئيس بشجاعة وأن ينسحب أو على الأقل يهرب إلى بلد يقضي فيه بقية أيام حياته.. لكن يجب أن يعلم أن يد العدالة الإنسانية والدولية سوف تلاحقه أينما ذهب. وبعد هذا وقبل هذا العدالة الإلهية التي سوف تنتقم منه شر انتقام بعدما تسبب في هجرة الملايين من شعب سوريا.. وقبل هذا موت مئات الآلاف من الأبرياء وضحايا حربه غير العادلة ضدهم.؟! ويخرنا التاريخ أن أحد أسباب فشل الأنظمة الفاشية والمجرمة هو تمسك قادتها بالحكم لذلك ضاعت دول. وتشردت الملايين من شعوبها.. بسبب غطرسة حكامها الذين فضلوا الذات على الجميع.. ويخبرنا التاريخ أن ذكرى الحروب وجرائم الأنظمة تستمر للأبد من خلال الأرامل والأيتام والمشردين واللاجئين وما يحملونه في صدورهم من ذكريات مشبعة بالدماء ومشاهد الدمار والعار وخيام اللاجئين هنا وهناك. وصور حزينة لما تعرض له نساؤهم وأطفالهم من اغتصاب. أبعد هذا يريد النظام السوري أن يستمر. لا لن يستمر..؟!
تغريدة: إذا كان رئيس النظام السوري يبتسم وهو يشاهد ضحايا براميله العنقودية والكيماوية. فمعنى هذا أنه مخبول أو إنه الرجل الذي مات ضميره منذ ولادته..؟!