يوسف بن محمد العتيق
حين أخرج كفار قريش نبينا الكريم من مكة قال عليه الصلاة والسلام والله إنك أحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إلي، ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت....
ومن القصص الطريفة والمعبرة التي تروى في هذا المجال، وهو حب الوطن أن الأحنف بن قيس الشخصية الشهيرة، وأصوله القبلية تعود إلى قبيلة تميم العريقة، وأصوله الجغرافية تعود على نجد العذية، يقال أنه كان في آخر عمره في العراق وإلى جواره نهرا دجلة والفرات من أعذب المياه، فقالوا له ما تشتهي، فقال: شربة من ماء الغزيز، وماء الغزيز هذا ماء مر موجود في مسقط رأسه ففضل شرب الماء المر على مياه الأنهار العذبة لأنها من وطنه.
هذه هي الفطرة السليمة، وهي حنين المرء إلى وطنه وحبه له، وحب الوطن ليست شعارات تردد أو كلمات وقصائد يتغنى بها الخطباء، فحب الوطن منذ القدم هو العمل له ولأجله وتقديم الغالي والنفيس لأجل ثراه الطاهر.
وهذا الكلام يقال بفخر من قبل كل مواطن لوطنه وله الحق في ذلك، فما بالك إذا كان وطنك هو قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فإن الفخر يكون أكثر والزهو بهذا الوطن يكون أكبر.
حفظ الله موطني، وهو يحتفل هذه الأيام بذكرى التأسيس على يد الرمز عبدالعزيز ورجاله المخلصين الذين كان مظلة لهم أنتجت هذا الوطن الحاضر في كل محافل العالم الكبرى.