عبدالله العجلان
سيتحدد في الجمعية العمومية غير العادية لاتحاد الكرة التي ستعقد نهاية شهر أكتوبر القادم موعد آلية انتخابات مجلس الاتحاد وموعد الترشح لرئاسة وعضوية المجلس، وحتى لا نعيد ونكرر ما سبق أن قلناه عن أخطاء وتجاوزات الاتحاد الحالي فإنه من الضروري في هذا الوقت التأكيد على أهمية أن تعي الجمعية العمومية دورها وتقوم بواجبها حيال تحديد وتطبيق الأنظمة في هذا الشأن الحساس، وأن تعمل على إقرار الآلية المناسبة لضمان سير الانتخابات بأقل الأخطاء، وقبل ذلك وضع المعايير والشروط التي تسمح بترشح أكبر عدد من الأسماء الخبيرة والمؤهلة والمتحمسة لخدمة الكرة السعودية والارتقاء بها وبمكوناتها ومخرجاتها في المرحلة الصعبة المقبلة..
بالنسبة لي ما زلت أرى أن رئيس هيئة الرياضة الأمير عبدالله بن مساعد بمكانته ومسؤولياته وبما يحمله من فكر وهم واهتمام وخبرة إدارية وتنظيمية في الشأن الكروي بإمكانه أن يؤثر على عدد من الرؤساء والإداريين المتميزين الحاليين وحتى السابقين ممن لهم بصمات ونجاحات ملموسة في أنديتهم، واقصد بذلك أن يطلب منهم ويحفزهم على الترشح لمجلس إدارة الاتحاد الجديد، ولا أرى في هذا تدخل أو إخلال في العملية الانتخابية طالما أن الهدف منه توسيع دائرة المترشحين الأكفاء القادرين على إدارة اتحاد الكرة بأسلوب وأفكار أكثر إتقاناً وإلماماً مما كان عليه الاتحاد في تجربته الانتخابية الأولى..
من المهم في هذا الجانب الإشارة إلى أن الأسماء المؤهلة لدخول الانتخابات وتحقيق الطموحات لا تقتصر فقط على إداريي الأندية الكبيرة أو في مدن الرياض وجدة والدمام بل من المفترض أن تشمل الأندية غير الشهيرة وكذلك المدن والمحافظات البعيدة عن الأضواء، ولدينا هنا نماذج إدارية وقيادية ناجحة رغم قلة ومحدودية إمكانياتها، على سبيل المثال عفالق الفتح وهويدي الباطن ومدلج الفيصلي وتويجري الرائد وقاسم التعاون ودبل الاتفاق وأسماء أخرى لا يتسع المجال لذكرها، وإن كنت شخصياً أميل وأتطلع إلى أن يبادر الأمير عبدالله إلى إقناع الاسم اللامع والرئيس المحنك خالد البلطان الذي سيكون بخبرته ودهائه وشخصيته دعامة قوية مطورة للكرة السعودية في حالة ترشحه لرئاسة الاتحاد..
إضافة إلى ما تقدم ولضمان التناغم والتكامل والانسجام والعمل بعطاء وروح وتعاون وتكاتف الفريق الواحد لابد من اعتماد الترشح بنظام القائمة وليس الاسم الواحد، ويبقى أخيراً الأهم من ذلك كله وهو: هل لدى أعضاء الجمعية العمومية الإرادة والدراية للقيام بواجبهم وتحقيق مثل هذه الرؤى، أم سيقتصر دورهم على الحضور و(التبصيم) على القرارات المعدة سلفاً..؟!
قراراتكم تدينكم!
قررت أندية الهلال والفتح والخليج والوحدة بعد أربع جولات فقط من الدوري الاستغناء عن مدربيها، غير هؤلاء ستشهد الجولات القادمة تساقط مدربين آخرين كثر، ومثلهم هنالك أعداد كبيرة من اللاعبين غير السعوديين أثبتوا فشلهم وأنهم أقل مستوى وتأهيل وإمكانات من لاعبين سعوديين احتياطيين أو حتى أولمبيين، ولأن هذا التخبط أصبح مألوفاً يتكرر ويتكاثر موسمياً ويكلف الأندية السعودية خسائر مادية وفنية وإدارية فادحة أتساءل: ما السبب؟ وإلى متى تستمر الأندية تتصرف بهذه الطريقة الفوضوية المخجلة؟!
في تقديري أن السبب يعود إلى غياب الفكر الكروي في إدارات الأندية، وكذلك اتخاذ قرارات الاختيار والتعاقد إما من إداريين لا يفقهون في كرة القدم أو أن تتم بواسطة سماسرة ومكاتب تعاقدات همهم الأول والأخير هو تحقيق مكاسب مالية دون النظر لأية اعتبارات أخلاقية أو دينية أو مهنية، والأدهى والأمر والأخطر أن يكون من بين مسؤولي النادي من له نسبة وفائدة من الصفقة..!
المصيبة أن هذه الفوضى في التعاقد والإنفاق وما يترتب عليها من خسائر مالية مهولة وغير مبررة تحدث في وقت تشتكي فيه جميع الأندية بلا استثناء من شح في الموارد ومن ديون متراكمة وأزمات مالية خانقة، وهذا بالتأكيد يزيد من أعبائها ويشوه سمعتها ويشغلها عما هو أهم، أضف إلى ذلك أن سهولة وسرعة اتخاذ هذه القرارات يؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار الفني وإلى إيجاد مبررات لتخاذل وتهاون واستهتار اللاعبين، على اعتبار أن المدرب هو وحده المتهم وكبش الفداء ومن سيتحمل مسؤولية الإخفاق..
حينما يستعجل النادي بإلغاء عقد المدرب بحجة فشله فهذا يعني أن الفشل الأكبر يوجه للإدارة التي تعاقدت معه..!