محمد البكر
يبدو أن أنديتنا بحاجة إلى إعادة النظر في العقود التي توقعها مع المدربين أو اللاعبين الأجانب، في ظل الإبتزاز الذي يمارسه بعضهم ضد الأندية السعوديه خاصة في الآونة الأخيرة. إن الشرط الجزائي الذي يصر عليه «بعض» المدربين واللاعبين الأجانب هو كلمة حق يراد بها باطل . فالشرط وضع لحماية حقوق جميع الأطراف ، وهذا هو الجانب الصحيح في ذلك، لكنه يتحول إلى إبتزاز يمارسونه ضد أنديتنا عندما يتصرفون وفق أساليب غريبة وغير مقنعة لأي عاقل وفاهم للجوانب الفنية لكرة القدم. فهم وببساطة، يعلمون أن تصرفاتهم ستضع مسئولي الأندية في وضع محرج أمام لاعبيهم وجماهيرهم، على أمل أن تنهى عقودهم فيحصلون على الشرط الجزائي ومن ثم الإنتقال للتوقيع على عقود جديدة مع أندية أو منتخبات داخل منطقة الخليج أو خارجها. وأقرب مثال لذلك ما قام به مدرب الهلال جوستافو ماتوساس من تصرفات وتغييرات وقناعات وصفها الأمير نواف بن سعد بـ«المريبه». ناهيك عن قرار مدرب النصر السيد «زوران» الذي قام بتغيير خمسة لاعبين دفعه واحدة ليخسر النصر من الخليج مع كل الحب والتقدير للخليج. هذه التصرفات تذكرنا بعدد من مدربي منتخباتنا عبر عقود من الزمن مثل السيد «فرانك ريكارد» وقبله السيد «كارلوس البرتو» والحبل على الجرار.
ولو ركزنا على مدرب الهلال المقال ، لوجدنا ان الصحف المكسيكية سبق وأن تحدثت منذ أسابيع عن عروض مقدمة له من ناديين مكسيكيين هما «مونتيري وكروز أزول» مما يصعد الشك بنواياه لإحتمالية رغبته بالحصول على الشرط الجزائي . ومن هنا يبدو المشهد واضحاً بأن معظم أنديتنا السعودية ، بل وحتى منتخباتنا دائما ما تقع ضحية لمثل تلك النفوس التي لا تعترف بالأخلاق والعهود والمواثيق التي توقع عليها. ومن هنا أيضا تأتي مطالبتنا بضرورة أن تكون هناك بنودا رئيسية تضع حلولاً قانونية لمعالجة ثغرة الشرط الجزائي ، تستند على جوانب فنية يمكن تفسيرها وتجييرها لصالح الأندية.
إن حسن النية والرغبة في إرضاء الجماهير ، يجب ألا تكون مفتاحاً لبعض المحتالين والجشعين من المدربين واللاعبين الأجانب.
القادسية وثقافة الفوز
لازلت على قناعة تامة بأن السيد حمد الدوسري مدرب القادسية هو واحد من أفضل المدربين في الدوري السعودي هذا الموسم . وقد يرى البعض بأن في كلامي هذا ما يثير السخرية عطفا على نتائج فريق القادسية ومركزه المتأخر في سلم الترتيب . لكن المتأمل في أداء الفريق والطريقة التي ينهجها الدوسري يمكنه أن يتفهم ما ذهبت إليه. لقد قدم القادسية في مباراتيه أمام الهلال والنصر مستويات رائعة. والذي يملك ولو جزءا بسيطاً من الخبرة الفنية ، يمكنه الحكم إيجابياً على هذا المدرب الوطني .
صحيح بأن هناك أخطاء يرتكبها لاعبو القادسيه خاصة في خطي الدفاع والهجوم، إلا أنها أخطاء لا يمكن تحميلها على عاتق المدرب الذي يعمل وفق إمكانات متوسطة.
القادسية فريق رائع ومتميز داخل الملعب ويقدم كرة جميلة ، لكنه يفتقد لبعض العناصر المهمة وأهمها تجسيد ثقافة الفوز في نفوس اللاعبين. فمن يتابع الفريق في مبارياته الماضية، يلحظ عليهم أنهم يلعبون بروح شبه انهزامية ، مما يشجع الفرق الأخرى على هزيمتهم وإحباطهم. لاعبوا الفريق القدساوي بحاجة لمن يمنحهم الشجاعة ويزرع في نفوسهم الروح القتالية كي يتجاوزوا كبواتهم المتتالية، مستفيدين من فترة التوقف الحالية.
الصلوي واثق الخطوة
لم أشاهد من قبل أي مباراة يقودها حكم مباراة دربي جدة السيد خالد الصلوي، ولهذا كنت مندهشا وأنا أتابع أداءه ومساعديه في إدارة مباراة الإتحاد والأهلي والتي تعتبر واحدة من أصعب مباريات دوري جميل . ولعل الصلوي قد تلقى أكثر من إشادة بعد اللقاء وهذا حقه ، لكنني أردت التطرق لذلك من باب رسالة لكل الحكام الوطنيين، بأن نجاحهم مرتبط بعدالتهم واستقلالية شخصياتهم وعدم اكتراثهم لما يتردد في المدرجات أو وسائل الإعلام بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي . وهذا بالضبط ما قدمه زميلهم السيد الصلوي ونال عليه ما يستحقه من ثناء وتقدير وإشادة من الجميع. ولكم تحياتي.