سعد الدوسري
تُعَدُّ الهيئة العامة للغذاء والدواء بوابة مهمة من بوابات الأمن الغذائي والدوائي؛ فإن صلحت صلح الغذاء والدواء، وإن فسدت فمصيرهما الفساد. ومؤخرًا، ومع تطوُّر وسائل التواصل الاجتماعي، صار المستهلك حريصًا على متابعة بيانات الهيئة، خاصة فيما يتعلق بالأغذية المستوردة، التي تتضارب حولها المعلومات، سواء من الداخل، أو من الخارج، إلى درجة تحولت فيها هذه الأغذية إلى كابوس يومي.
في الماضي كانت هناك أسطوانة مكررة، ألا وهي المواد المشتقة من الخنازير. كل شركة تريد أن تستحوذ على السوق تنشر شائعة بأن أغذية الشركة المنافسة تحتوي على مواد مشتقة من دهون أو لحوم الخنزير، دون أن يتحمل أحد مسؤولية كشف صدق أو كذب هذا الادعاء؛ ما جعل الأمر محتملاً من جهة، ومستبعدًا من جهة أخرى، والقرار في النهاية بيد المستهلك. وربما لا يزال هذا الأمر يشغل الكثيرين، ويلعب على أوتاره الكثيرون.
في الحاضر أصبح استخدام مياه الصرف الصحي في ري المنتجات الزراعية هو الهم الأكبر لدى المستهلكين. وقصة العلاقة بين الفراولة المصرية المستوردة وغيرها من المنتجات الزراعية وأمراض الكبد لم تَعُدْ تخفى على أحد؛ ما جعل الهيئة تدلي بدلوها، وتؤكد أنها تحركت قبل الدوائر الأمريكية في هذا الشأن. ولأن القضية ليست سباقًا أولمبيًّا فإننا نتمنى أن تركز الهيئة على الحقائق المستندة إلى الفحوصات العلمية، وليس إلى علاقات حُسْن الجوار!