عبد الله باخشوين
بالرغم من الارتباط الوثيق بين المملكة ودول الخليج من جهة وبين الولايات المتحدة من جهة ثانية.. والعلاقات الشاملة التي نعرفها جميعاً.. إلا أن العلاقات ((العسكرية)) مع بريطانيا.. ذات وجه آخر يتصل بأكاديمياتها وكلياتها ومعاهدها العسكرية.
وهي علاقات تاريخية تعود لمطلع الخمسينات.. حيث تخرج من ((كلياتها)) و((أكاديمياتها)) عدد غير قليل من الملوك والأمراء وأصحاب القرار.
فعلى سبيل المثال فإن ((أكاديمية ساند هيرست العسكرية)) التي أنشئت عام 1802 وتعتبر مركزاً أساسياً لتدريب ضباط الجيش الملكي البريطانب التي تعد من أصعب الكليات التي تخضع طلابها لامتحانات فكرية وجسدية تؤدي صعوبتها إلى انسحاب ما معدله 15 بالمائة من طلابها.. كانت هي الرائدة في الخيار العربي وكان أول طلابها هو الملك حسين بن طلال ملك الأردن رحمة الله.. أما الثاني فهو جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان دولة عمان حفظه الله.. ثم كسرت بعد ذلك ((المسبحة)).. حيث تخرج منها أكثر من عشرة أمراء من أحفاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله-.. منهم الأمراء متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطنى.. وسعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل.. وخالد بن سلطان.. وسلطان بن فهد.
ومن دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.. ونجله الشيخ تميم حاكم دولة قطر.. ومن دولة الكويت الشيخ فهد الصباح -رحمه الله-.. وجلالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.. ومن دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد حاكم دبي.. وولديه ((راشد وحمدان)).. والشيخ محمد بن زايد آل نهيان وزير الدفاع ولي عهد أبوظبي.
أما الكلية الملكية الجوية ((كرانويل)) فإن أبرز طيارين تخرجا منها.. هما صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد السابق.. وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز.
طبعاً هناك قائمة طويلة بأسماء الخريجين من هاتين الكليتين تضم أسماء بارزة من الدول التي ذكرتها.. وخصوصاً ((ساند هيرست)) العسكرية.. لكن الذي أريد أن أصل إليه.. هو القول إن بريطانيا في الجانب العلمي عسكرياً ومدنياً ساهمت ((كلياتها)) و((جامعاتها)) في تخريج عدد كبير من الأدباء والنقاد والمفكرين العرب الذين لعبوا دوراً كبيراً في مهمات التأسيس والتطوير أذكر منهم على مستوى المملكة الدكتور عبدالله الغذامي -أمده الله بالصحة وطول البقاء- علماً بارزاً ومفكراً مستنيراً.