د. خيرية السقاف
المضمار طويل طويل..!
والراكضون يمرون بك,.. تمر بهم,..
لا تحصي عددهم..!
يتجددون, ويكثرون ..
لأنّ الطريق طويل يسع المريدين العازمين
الطامحين في البقاء, الهادفين الفوز!..
مثلك تماماً لا فرق,
إلاّ في الجذوة داخل صدرك, وصدورهم..!!
أنت,
إنْ شغلت عينيك تتبع سيرهم, سوف تتأخر ليس عنهم, وإنما عن مرماك..!
وإنْ التفت خلفك تسأل عمن تأخر منهم عنك, فلسوف تتعثّر, وتسقط ولن يتوقف لك أحد منهم
لأنّ كل واحد معني بغايته..!
غير أنك إنْ فكرت فيك ذاتك, عاينت جهدك فهممت بالمزيد,
ناظرت اتجاهك فاستقمت في الخط,
هاجست رغبتك فاطمأننت لغايتك,
ستكون في المقدمة إن عزمت ستركض,
وإن هممت فستزيد,
وإن وصلوا فلن تكون متأخراً..
لكنك إن تقاعست فلن يعبأ من في الطريق بتخاذلك,
لأنّ لا أحد معنياً بك, ولا بشأنك..!
وحدك لوحك, ووحدك لما تنوي,
تفكر, فتريد, وتسير فتنجز الطريق..!
أو تذرُّ في الريح..
كبقايا القشور تلفظها الرّحى وهي تدور..!!
المقدمة ليست مسافة ولا مساحة قدم لا يحتلها إلاّ نفر,..
المقدمة في عرف المضمار مدى لا حدود له, ولا منهى,
وسعة لا يعرفها إلاّ من يعرف أنّ النهايات للجادين لا نهايات لها,
وأنّ المرء الناجح المنتج, هو المتقدم المكافح,
المستقيم المنافس بنبل في الطريق,
وهو الذي ليست له نهايات, وإن مات..!!
الموت على الأرض للناجحين غياب جسد, وبقاء أثر..
فاجعل هدفَك أثرَك..
وتغاضى عن زحمة المضمار بغيرك,
كن بطل نفسك, الفائز عليها, تحدّاها لا تتحدّ غيرها,
تجد شمسها اكتملت ضياءً فتطمح في المزيد,
وقمرها تمَّ بدراً في سمائك الذاتي فتستلهم الآتي..
حينها تشع لمن سيأتي في أول المضمار
مصباحاً ومفتاحاً..!!
***
يا بنيّ أوصيك بهذا..
***
ثم وضعت قلمها جانباً..
ترشف من كوب الشاي..!!