رمضان جريدي العنزي
الإعلام العدائي الموجه ضدنا يختلق الأزمات، ويثير الفتن، ويروج للأفكار الهدامة، ويلعب علينا بالنار، أساليبه ينسجها من الخيال، وتصوراته يختلقها من البهت، يحاول أن يؤجج ويثير الفتن النائمة، ويشعل فتيل الفوضى ليلهبنا به، يحاول أن يحرق الأخضر واليابس، يكسر ويهدم ويزيل، إعلام معادي يختلق الأكاذيب، ويبررها بشتى الطرق والأساليب لتمرر على أهواء مختلقيها، لقد لعب الإعلام العدائي ذلك الدور بخبث مرسوم، وهو يقبض الملايين لذلك الغرض المشين، ويجند المئات وربما الآلاف من الإعلاميين المرتزقة لتغير صورتنا الحقيقة، وواقعنا الصحيح، مصوراً للعالم إننا نعيش بأصعب الظروف وأحلكها وأن واقعنا مؤلم!، هذا الإعلام المعادي الرخيص يحاول أن يؤثر علينا ويجرنا إلى متاهات وضياع، إعلام مأجور لا يحب ترسيخ مفاهيم المحبة والسلام، بل يؤطر لثقافة العنف والاقتتال والاحتراب، نعرف هذا ندركه ونعيه، لكننا نستطم حينما نبحث عن إعلامنا الخارجي فنجده ضعيفا وخجولا في مواجهة الحملات الإعلامية المغرضة التي تتعرض له بلدنا السعودية، رغم أنه يملك المال والوسائل والأدوات الحديثة والتقنية العالية، هذا الإعلام لم يواكب ما يتعرض له الوطن بالشكل المهني اللائق والمطلوب، نأسف بأن إعلامنا الخارجي لا يزال يتعامل على استحياء مع قضايانا بدون آلية ورؤية إعلامية واضحة وممنهجة، وبدون إستراتيجية عملية واضحة، وهذا ما فتح الطريق لكي تتحرك الآلة الإعلامية المعادية في الساحة بدون مواجهة فاعلة ومؤثرة من إعلامنا، مما سمح أيضاً أن يتكون لدى الرأي العام في الأوساط الاجتماعية الخارجية ودوائر القرار قناعات مغلوطة تجاه المملكة وسياساتها نتيجة غياب المهنية والحرفية الإعلامية. إن الأهمية تستدعي إعادة صياغة مكونات السياسة الإعلامية الخارجية السعودية وفق رؤية وإستراتيجية جديدة يشترك في صياغتها المتخصصون من الأكاديميين والخبرات الإعلامية، منطلقةً من استثمار المهارات والقنوات الوطنية معززة بالوسائل والأدوات المتنوعة وفي مقدمتها تفعيل المكاتب والملحقيات الإعلامية في السفارات السعودية وبرامج العلاقات العامة، والبرامج الثقافية والدينية، وبناء المنابر الإعلامية السعودية غير التقليدية في الداخل والخارج، بعيداً عن الصورة النمطية التقليدية. إننا بحاجة إلى إعلام خارجي يعي خطورة المرحلة، ويقدر حجم الهجمة العدائية ضدنا، ويواجه بوعي ومسؤولية الخطط التخريبية التيرسمها لنا الإعلام المعادي. إن جلباب الحياء الذي يلبسه إعلامنا الخارجي يجب أن يتم نزعه وتغييره وتبديله بناء على معطيات المرحلة الحرجة والخطيرة، وأمام هذه الحملات البغيضة يجب إعادة صياغة الخبر والتحليل والمقال، لكشف المغالطات المكذوبة والمشككة، ولدحض الافتراءات الغاشمة. إننا بحاجة ماسة إلى إعلام خارجي قوي للوقوف أمام المارد الإعلامي العدائي بكل تنوعاته وأطيافه وشخوصه، والصمود في وجهه والسيطرة عليه، ووقف هجومه علينا. إن الإعلام الخارجي يمثل عمودنا الفقري، وهو منا وفينا، ويجب أن يكون ضميرنا النابض ومحركنا نحو الأفضل والأحسن ويجب أن يكون المدافع والمحارب عنا، وأن يرقى بنا نحو الارتقاء ذاته، بعيدا عن توافه الأخبار، ومسلسلات الهبل، وثقافة الرداءة. إن مكانة إعلامنا الخارجي المادية تجعل منه سلطة قوية في مواجهة الإعلام العدائي المضاد والانتصار عليه، والتمكن من بناء أساطيل إعلامية كبيرة تقف في وجه كل إعلام معادي يريد هدمنا وتمزيقنا وتفريق وحدتنا والنيل منا، وفي وجه قوى الشر والخبث والعبث والاستكبار.