صيغة الشمري
كتبت منذ سنوات عن ضعف دور المرأة السعودية في دعم قضاياها المصيرية وحرمانها الكثير من حقوقها بسبب عوامل كثيرة من أهمها موقف المرأة السعودية ضد المرأة نفسها وضد قضاياها بحجج مختلفة لا تجد لها مبررًا في أغلبها سوى نوع من الحسد والغيرة من تسيد امرأة أخرى المشهد، وقلما وجدت امرأة سعودية تتبنى قضية من قضايا المرأة تتمتع بدعم مباشر أو غير مباشر من نساء سعوديات أخريات، قبل أيام قام نادي القصيم الأدبي بحجب جائزة التَّميز النسائي في فرع قضايا المرأة مبررًا ذلك بسبب ضعف مستوى الترشيحات وذلك حسب تصريح رئيس النادي الدكتور حمد السويلم، لم تنجح اثنتان وخمسون سيدة سعودية في إقناع اللجنة المسؤولة بقبول أي مشاركة ومنحها جائزة التَّميز النسائي، لم تستطع أي مشاركة أن ترتقي لشروط اللجنة الموقرة التي هي: توفر المنهجية والموضوعية، الجد في الأفكار، العمق في التناول، قيمة النتائج التي تصل إليها الدراسات، من نظرة فاحصة لشروط لجنة التحكيم يكتشف المرء بأن هذه الشروط نفسها تحتاج إلى لجنة تحكيم، وهي نفسها لا ترتقي لمستوى إغراء امرأة مميزة للمشاركة ببحث مميز، وهذا دليل آخر وجديد أن المجتمع الذكوري في مجتمعنا يتحدث عن وضعنا نحن نساء بلاده وهو غير مكترث بما يقوله ولا يهمه عواقب ما يقول، إِذ لا جهة تهتم وترد وتثقف في مجال قضايا المرأة، المرأة المميزة لا تملك وقتًا كافيًا تهدره في إنجاز دراسة مميزة عن قضاياها لتفوز بجائزة رمزية من نادي أدبي لا أدري ما علاقته بتقييم دراسات بحثية في هذا النوع من القضايا التي لا علاقة لها بالأدب، يشتكى الدكتور السويلم من ضعف اهتمام الإعلام بدعم هذا الموضوع، وهو بذلك يثبت ما نشتكي نحن منه دائمًا إِذ لا أحد في الإعلام الذكوري صاحب القرار الإعلامي يهتم أو يشعر بالمسؤولية تجاه الأخبار التي تخص النساء ويتم التعامل مع أخبارهن بتهميش وعدم مهنية وهو ما تسبب في عزوف الكثير من النساء السعوديات عن متابعة الصحف أو قراءتها لعدم وجود أي طرح صحفي يخصها، لو كان هذا النادي الأدبي يهتم بقضايا المرأة لما حجب الجائزة واختار من الاثنتين والخمسين امرأة أفضلهن ومنحها جائزة التَّميز لأنها تستحقها كون الجائزة تعاني من ضعف التغطية الإعلامية وعمرها سنتان فمن غير الذكاء أن تضع لك شروطًا وكأنك مسؤولاً عن جائزة نوبل!