نيوكاسل - عبدالهادي القحطاني:
وسط حضور كبير وبهيج موشح باللون الأخضر، أقام يوم الخميس 22 سبتمبر 2016، نادي الطلبة السعوديين بمدينة نيوكاسل شمال شرقي بريطانيا، وبمشاركة من الجمعية السعودية في جامعة نيوكاسل والجمعية السعودية في جامعة نورثمبريا، وبالتعاون مع جميع المبتعثين والمبتعثات، وتحت رعاية من الملحقية الثقافية بلندن, مهرجاناً ثقافياً واجتماعياً كبيراً، ابتهاجًا بذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية 86 في جامعة نورثمبريا.
تضمّن المهرجان فعاليات ثقافية وتراثية وفنية متنوعة عكست الإرث التاريخي العريق للمملكة العربية السعودية، بحضور عمدة مدينة نيوكاسل اللورد مايور هازل ستيفنسن، ومديري الجامعات ومدير الشرطة والعديد من الشخصيات الهامة في المدينة ومسؤولين من السفارة والملحقية الثقافية بلندن، إلى جانب حضور كبير من البريطانيين والمبتعثين والمبتعثات، من دول الخليج والجاليات العربية والإسلامية ومن مختلف الجنسيات.
حيث كان هناك معرض كبير يحتوي على معالم النهضة السعودية تجول خلاله الضيوف، وتعرفوا على أبرز تلك المعالم الحضارية، كون المملكة تعتبر مهد الرسالات وأرض الحرمين، وذلك في أجواء أهازيج محبة الوطن، وهم يشاهدون الفنون الشعبية ويتذوقون الأكلات الشعبية، وامتلأت قاعة المهرجان بالزائرين من مختلف الجنسيات، إلى جانب العدد الكبير من الجالية السعودية ارتدوا أوشحة خضراء على أكتافهم، وعلقوا شعار احتفال اليوم الوطني 86، فيما زينت القاعة والممرات المؤدية إليها بالأعلام والأشرطة الخضراء والتي جذبت عدداً كبيراً من الطلبة الأجانب.
بعد ذلك بدأ حفل خطابي تخلله عرض تلفزيوني لأبرز محطات المملكة، وتاريخ توحيد كيانها العظيم بقيادة مؤسسها الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه.
كما شارك الملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بكلمة مسجلة بهذه المناسبة، قال فيها إن في ذاكرة التاريخ أياماً هي من أغلى الأيام، ويومنا الوطني لبلادنا الغالية تاريخ بأكمله، إذ يجسِّد ملحمة بطوليه تاريخيه قادها البطل الموحِّد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز آل سعود - طيّب الله ثراه - ومعه أبطال مجاهدون - رحمهم الله جميعاً -، في سبيل ترسيخ أركان هذا الكيان وتوحيده تحت راية واحدة وهي راية التوحيد. ومثلما كان اليوم الوطني تتويجاً لمسيرة الجهاد من أجل الوحدة والتوحيد، فقد كان انطلاقة لمسيرة حلم آخر.. حلم النمو والتطور والبناء للدولة الحديثة.
توحيد هذه البلاد على يد قائدها الملك عبد العزيز - رحمه الله -، لهو تجربة متميزة للمجتمع الدولي وأحد النماذج الناجحة في تاريخ الأمم، وإبراز ذلك النهج الذي تبنّته المملكة في سياستها الداخلية القائمة على مبادئ الإسلام الحنيف، وكذلك في علاقاتها الدولية المستمدة من تراثنا وحضارتنا واحترام مبادئ حقوق الإنسان في أسمى معانيها، كما أنها فرصة ثمينة أن نغرس في نفوس النشء معاني الوفاء لأولئك الأبطال الذين صنعوا هذا المجد لهذه الأمة، فيشعرون بالفخر والعزة، ونغرس في نفوسهم تلك المبادئ والمعاني التي قامت عليها هذه البلاد، منذ أن أرسى قواعدها الملك عبد العزيز - رحمه الله -، ونعمّق في روح الشباب معاني الحس الوطني والانتماء إلى هذه الأمة حتى يستمر عطاء ذلك الغرس المبارك.
تلت ذلك كلمة لمساعد الملحق للشؤون الثقافية والاجتماعية د. ناصر بن عبد الله بن غالي، قال فيها يطيب لي في هذه المناسبة الغالية أن أهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهم الله -، والشعب السعودي الكريم، بمناسبة مرور 86 عاماً على توحيد المملكة العربية السعودية على يد المغفور له بإذن الله تعالى الملك المؤسِّس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، مسترسلاً: إنها تمثل مناسبة غالية على كافة أبناء الشعب السعودي الذي يبادل قيادته المحبة والتقدير والوفاء. كما أشاد بن غالي بالجهود الكبيرة التي بذلها النادي السعودي بنيوكاسل والتي انعكست على التنظيم العالي للمهرجان، وتميّز بإخراج عرس وطني كبير بشهادة كل من حضر.
بعد ذلك تحدثت عمدة نيوكاسل اللورد مايور هازل ستيفنزن والتي تحضر لأول مرة مثل هذه المناسبة، قائلة من دواعي سروري أن أكون بينكم لأشارك في هذه المناسبة السعيدة التي يعيشها أبناء المملكة العربية السعودية في نيوكاسل بذكرى اليوم الوطني، وأتمنى لكم ولبلادكم التطور والازدهار. وتابعت اللورد هازل بقولها: ونشكر لكم هذه الدعوة، كما أنني أشيد بالدور الإيجابي الذي يبذله الطلبة السعوديون في نيوكاسل مع مؤسسات المجتمع المحلي والمجتمع البريطاني، ودورهم التطوعي في خدمة الطلبة. واختتمت حديثها بالقول: أتمنى لكم التوفيق.
بعد ذلك جاءت فقرة الفلكلور الشعبي أُديت من خلالها الرقصات الشعبية لمختلف مناطق المملكة وسط إعجاب كبير من الحضور، فيما شاركت بعض الجاليات العربية برقصات مشابهة خلقت أجواء تعانقت مع أهازيج محبة الوطن.
كما اشتمل المهرجان على ركن للمرأة السعودية، عُرض من خلاله تاريخ الأزياء والموروث الشعبي في الحلي والمجوهرات، وركن الحناء وركن عروض العباءات السعودية والخليجية، والقهوة الشعبية، بمشاركة مبتعثات من السعودية والخليج، ازدحمت عليه السيدات البريطانيات ومن مختلف الجنسيات للتعرف على هذا التراث العريق.
أيضاً ازدحم الزوار على ركن الخط العربي والذي استضاف فيه النادي السعودي فنان الخط العربي اللورد ريتشارد فؤاد، الذي نثر فن الحرف العربية في أجواء المهرجان، وكتب أسماء الضيوف البريطانيين والزوار وسط دهشة وإعجاب بطريقة الفن.
كما حظي المهرجان بأركان كثيرة ومتنوعة عرضت الكثير من الفنون الشعبية والمعالم الحضارية للمملكة للتعريف بها وبمنجزاتها.
كما كان هناك مأدبة عشاء كبيرة بهذه المناسبة تم دعوة الحضور عليها على شرف ضيوف الحفل، ومن أبرزهم مساعد الملحق للشؤون الثقافية والاجتماعية د. ناصر بن عبد الله بن غالي وعمدة نيوكاسل اللورد مايور هازل ستيفنزن، حيث اشتملت على الأكلات الشعبية من مختلف مناطق المملكة استمتع الحضور بمذاقها الشهي.
تلى ذلك تبادل الهدايا التذكارية، حيث سلم رئيس نادي نيوكاسل أحمد الثبيتي هدايا تذكارية لبعض معالم المملكة لعمدة نيوكاسل وبعض الضيوف، ثم قُطعت كيكة الحفل والتي تحمل شعار اليوم الوطني 86 بحضور ضيوف المهرجان.
من جانبه تحدث رئيس نادي الطلبة السعوديين المهندس أحمد بن عثمان الثبيتي حيث قال: أن اليوم الوطني هو يوم الوفاء والحب والانتماء للوطن، والذي يستحق منا البذل والعطاء، فالوطن لم يتأخر عنا كمبتعثين في احتوائنا وتعليمنا، وسنبقى مدينين له ولحكومتنا الرشيدة بعد الله بالفضل ما حيينا.
كما تحدث المهندس فهد السفياني نائب رئيس نادي الطلبة السعوديين في نيوكاسل قائلاً: مشاعر فخر واعتزاز تنتابنا جميعاً بهذه المناسبة السعيدة التي نستلهم فيها التاريخ العظيم لهذا الوطن الغالي في تاريخ توحيده وجمع شتاته، إلى أن أصبح نموذجاً يحتذى في وحدته وترابطه وتلاحم أبنائه قيادة وشعباً.
وعن فكرة هذا المهرجان الوطني قال ماهر القعيمي المشرف الثقافي في النادي السعودي بنيوكاسل: وجدنا أن من الواجب علينا كمبتعثين، أن نتيح مساحة للوطن في هذه المناسبة الغالية لإحياء هذا التاريخ في بلاد الغربة، وإبرازها لجميع الثقافات الأخرى، ودفع أبناء الوطن المبتعثين للمشاركة والفخر بتاريخ وثقافة مملكتنا الغالية، والاستفادة منها في زيادة أواصر الألفة والحبة والإخاء فيما بينهم، وربط الماضي بالحاضر واكتساب تجربة صياغة المستقبل، فالتاريخ ملهم لنا جميعًا للسير قدمًا نحو مستقبل يتوافق مع رؤية المملكة.
وقال رئيس الأنشطة الاجتماعية بالنادي السعودي بمدينة نيوكاسل الأستاذ خالد كردي: طموحنا ولله الحمد تحقق كما هو مخطط له، حيث كان هذا المهرجان الثقافي والاجتماعي مجالًا لتقريب الحضارة السعودية بتاريخها وثقافتها للمجتمع البريطاني ولباقي المجتمعات الأخرى المختلفة، سيما وأن الحضور كان كبيراً من مختلف الجنسيات، تعرّفوا من خلاله على أبرز المعالم الحضارية، إلى درجة أن بعض البريطانيين لم يكن يتوقع أن تكون نهضة المملكة بهذا المستوى الذي جعلها ضمن الدول المؤثرة اقتصادياً وعالمياً، كما أدرك الزوار الثقل السياسي للمملكة العربية السعودية.
وقال عبد الله شراحيلي أن المهرجان تم التخطيط له مبكرًا فجاءت نتائجه مكتملة ولله الحمد وبرضا تام من الحضور.
من جانبه قال الدكتور ماجد المحرج أن 86 عاماً منذ توحيد المملكة ونحن في عز وخير وأمن بقيادة تخدم الدين والوطن.
كما عبّر بيتر - أحد الحضور البريطانيين - بقوله: أنا سعيد جداً بوجودي في هذا المهرجان، اكتشفت من خلاله السعودية وما تحويه من ثقافة وقوة في الاقتصاد. وأضاف: أعجبني كثيراً التراث السعودي وكثرة الحضور السعوديين وتفاعلهم بأداء الرقصات الشعبية.
بينما علّق فل بيتون - بريطاني الجنسية - بقوله: أنا لم أتوقع هذا الحضور الكبير خاصة إنني تعودت أحضر أياماً وطنية لزملائي في الجامعة من مختلف الجنسيات، ولكن اليوم السعودي يفرق كثيراً، اكتشفت أنهم كرماء ويحتفون بالضيف، ويمتلكون إرثاً حضارياً كبيراً، وتابع بقوله: أشكر لكم حفاوتكم.
يذكر أنّ المهرجان تم تغطيته إعلامياً من قِبل قنوات أبرزها القناة الإخبارية، "العربية ، الثقافية" BBC، إلى جانب العديد من الصحف المحلية والدولية. وحضر الحفل أكثر من 1000 شخص.
وختاماً قدم المهندس أحمد الثبيتي رئيس النادي السعودي بنيوكاسل شكره وتقديره لكل من ساهم في إنجاح هذا المهرجان، سواء بالحضور أو الدعم وعلى رأسهم اللجان التنفيذية للجان التنظيمية لحفل اليوم الوطني، اللجنة الإعلامية، لجنة الحفل الخطابي، لجنة الدعم والمعرض، لجنة التموين والتغذية، لجنة العروض الشعبية، لجنة الركن والخيمة النسائي.
كما أشاد أهالي نيوكاسل بهذا المهرجان الذي أتاح لهم الاحتفال باليوم الوطني بمستوى عالٍ من التنظيم، والذي شرفهم أمام أصدقائهم وضيوفهم الحضور من مختلف الجنسيات، كما كانت هناك إشادة كبيرة على مستوى الطلبة المبتعثين في بريطانيا بروعة تقديم المهرجان السعودي في نيوكاسل، كما أشادت الملحقية بتنظيم المهرجان السعودي في نيوكاسل.