فهد بن جليد
لم ترغب السعودية يوماً الحديث عن موقفها الإنساني وجهودها في استقبال (مليونين ونصف المليون) من الأشقاء السوريين مُنذ بدء الأزمة في بلادهم، أو استثماره لتلميع صورتها أمام الأسرة الدولية، واستعراض جهودها الإنسانية والتباهي بها عبر وسائل الإعلام، كما تفعل بعض الدول التي تحتضن - بضعة آلاف - وتتعامل معهم (كلاجئين)؟ لولا تلك التقارير الخاطئة والمُضللة عن موقف السعودية من اللاجئين والتي تدعمها وتروِّج لها دول وجمعيات مشكوك في نواياها، ومصداقيتها، ونزاهتها؟!.
الموقف السعودي -كان وما زال- نموذجاً فريداً (على مستوى العالم)، فقد حرصت المملكة على الحفاظ على كرامة وسلامة (المواطن السوري) الشقيق، الذي يمر بمحنة وأيام عصيبة، فلم يتم وضعه في معسكرات لجوء أو إيواء، ولم يتم التعامل معه (كلاجئ)، بل تم منحه الحرية التامة للتحرك، كما حصل (مئات الآلاف) من السوريين الذين رغبوا البقاء داخل المملكة، على إقامات نظامية مُرحباً بهم مثل بقية (المُقيمين الآخرين)، بل إنّهم يجدون تعاملاً خاصاً بتفهم ظروفهم، لتمكينهم من الانخراط في سوق العمل، والحصول على الرعاية الطبية والتعليمية اللازمة، ولا أصدق على ذلك من جلوس أكثر من 100 ألف طالب سوري اليوم على مقاعد الدراسة المجانية إلى جانب أشقائهم السعوديين، تنفيذاً للأمر الملكي الكريم الذي صدر بهذا الخصوص، هذا خلاف ما تقدمه المملكة من رعاية طبية وتعليمية وإيوائية ودعم (للاجئين السوريين) في الدول المجاورة لبلدهم مثل الأردن ولبنان، عبر المُنظمات الإنسانية، والجمعيات التي تقوم على خدمتهم، في موقف إنساني (حكومي وشعبي) غير مُستغرب؟!.
كلمة المملكة أمام أعمال الدورة السنوية الـ71 للجمعية العامة للأمم المُتحدة والتي ألقاها سمو ولي العهد كانت واضحة وحاسمة في هذا الملف تحديداً، ولعل إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أبلغ رد على كل المُشككين، المملكة أنفقت (0.02 من دخلها) على أعمال إنسانية وإغاثية وإنمائية في 95 دولة حول العالم -دون تمييز ديني أو عرقي- فهي اليوم أكبر داعم للعمليات الإنسانية في اليمن، خلاف ما تُروِّج له بعض الجمعيات والهيئات من معلومات مغلوطة؟!.
ما تقدمه بلادي ليس مجالاً للمُزايدة من أحد، وليس محل مِنَّة أو أذى، ولكن من حقنا أن نُخرس به بعض الألسن؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.