تحل ذكرى اليوم الوطني الـ86 للمملكة هذا العام والمنطقة العربية والعالم الإسلامي يمران بتحديات كبرى، تحيط بها، وتعيها تمامًا حكومة المملكة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - وولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي محمد بن نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله - وولي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - التي يعرف عنها السياسة الرصانة الفاعلة لا المنفعلة، والمقتدرة على مواجهتها، ولا تنتابها اهتزازات كحال الكثير من الدول التي تفتقد ما تعيشه المملكة من استقرار سياسي وازدهار اقتصادي ولحمة وطنية والتفاف الشعب الأصيل حول قيادته الرشيدة التي تعي تمامًا الواقع الداخلي والواقع المحيط في الماضي والحاضر، وتستشرف المستقبل، وتؤسس سياستها الداخلية مستنيرة بالقرآن دستورًا، وبالسنة النبوية الشريفة منهجًا منذ عهد المؤسس صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -. وتقيم سياستها الخارجية عبر احترام سيادة الدول وخصوصياتها، والذود عن سيادة المملكة وكرامة وعزة مواطنيها.
واليوم والمملكة تعيش الاستقرار السياسي والاقتصادي، وتشهد تنمية شاملة في كل القطاعات، نستذكر الجهود الجبارة التي واكبت بناء هذا الكيان العظيم على يد المؤسس، ومن بعده أبناؤه البررة الذين ساروا على نهجه الرشيد، وما تشهده بلادنا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - قائد الإنجازات ومهندسها وراعي مسيرة التنمية التي وضعت المملكة في مقدمة الدول الفاعلة في رسم السياسات الدولية التي تسعى للحفاظ على سيادة وكرامة الدول، وتدافع عنها.
وقد حققت المملكة خلال مسيرتها الحافلة نجاحًا كبيرًا في بناء القاعدة الاقتصادية وتنويعها لتخفيف الاعتماد على البترول، وذلك من خلال تعزيز قدراتها الإنتاجية في القطاعات الأخرى. وهذا التطور والتنويع في الصناعات انعكس إيجابيًّا على التجارة، سواء تجارة الصادرات أو الواردات؛ إذ تحولت التجارة من تجارة محدودة موسمية إلى تجارة تقوم على أسس اقتصادية ثابتة، مثل الصناعات البتروكيميائية ومشتقات البترول وفي قطاعات حيوية أخرى، التي تعززت في هذا العهد الميمون بإطلاق رؤية المملكة 2030 التي تمثل رؤية طموحة ومتوثبة، ستنتقل بالمملكة - بإذن الله - لتكون دولة عصرية قوية رائدة في كل المجالات.
وهذه المسيرة الثرية بالإنجازات نستذكر انطلاقتها اليوم لنستلهم منها الدروس والعِبر، ونستعرض الإنجازات العملاقة التي تم تحقيقها على المستويات كافة، وفي جميع الأصعدة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ومن بعده أبناؤه البررة وصولاً إلى هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي تستمر مسيرته في الإنجازات، التي أصبحت فخرًا لكل مواطن على هذا التراب الغالي في رحاب بلادنا المباركة حتى أصبحت المملكة من الدول الرائدة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والعلمية كافة.
اليوم، وفي عهد القائد والمعلم الملك سلمان، تقف المملكة شامخة مرفوعة الهامة بين دول العالم؛ لأنها تعمل وفق قيم ومفاهيم، تُعلي شأن الإنسان باعتباره ثروة، ولأنها تعزز معنى الوطن والمواطن والانتماء، ولأنها تؤمن بالحق والعدالة ميزانًا للعلاقات الدولية، ولأنها تؤمن بالإنسانية كجامع مشترك للبشرية.
ومن الحقائق البديهية المسلَّم بها أن الأمن والتنمية عنصران لا يفترقان. ولقد أولت المملكة هذه المسألة جُل اهتمامها، ممثلة في وزارة الداخلية التي تضطلع بالدور الأساسي في حفظ الأمن والمحافظة على راحة وطمأنينة المواطنين والمقيمين. وقد تضافرت العديد من العوامل التي أسهمت فيما وصلنا له ـ بحمد الله ـ من أمن واستقرار، ومنها حرص المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز على تطبيق شريعة الله وأحكامها؛ ما أدى إلى تقليل دوافع الانحراف والجريمة.
إن العملية التنموية العملاقة التي تعيشها بلادنا المباركة في مختلف المجالات بدأت منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ ومن بعده أبناؤه وصولاً إلى هذا العهد الزاهر والميمون، بما يجعل جميع المواطنين يشعرون بالغبطة والفخر.
وبهذه المناسبة أتقدم لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي عهده - حفظهم الله جميعًا - وجميع المواطنين بالتهنئة بهذه المناسبة الغالية، سائلين الله العلي القدير لبلادنا مزيدًا من التقدم والتطور والازدهار، وأن يحفظ على بلادنا أمنها وأمانها، وأن يحفظ استقرارها في ظل القيادة الرشيدة.
منذر طيب - المدير العام للاتصال المؤسسي - شركة بي إيه إي سيستمز